في «عكاظ» (1665) أكد مدير مستشفى ابن سينا في حداء الدكتور محمد الهباش أن عدد الإصابات بمرض الجرب في المستشفى لايتجاوز (6) حالات، معتبرا أن أي أقاويل أخرى تضاعف الرقم مجرد شائعات. واعتبر أن ضعاف النفوس وراء إشاعة المخاوف من انتشار المرض في أوساط العاملين والمرضى، متهما البعض ممن أوقف عنهم بدل العدوى بالتسبب في تلك المزاعم. ما ذكرته المدينة (17876) مناقض تماما لما قاله الدكتور الهباش فهناك عدد 10 حالات مرضى مجذومين وليسوا «جربانين» كما أن المستشفى بدأ يستقبل مرضى النقاهة من مستشفيات أخرى وسط ضعف الإمكانات القائمة وعدم وجود التمريض المتخصص في علاج هذه النوعية من المرضى الذين بلغ عددهم خمسين أصيب بعضهم بالجرب. وتضيف المدينة أن مصدرا من داخل المستشفى، يقول إن المرضى لا يلقون الاهتمام اللازم من قبل الإدارة ففي أحد الأقسام يوجد ثلاثة ممرضين للعناية بعشرين مريضا، كما لا توجد أجهزة تلفاز إضافة إلى صغر مساحات دورات المياه، وأنه بسبب عدم وجود النظافة انتشر مرض الجرب بين المرضى. ويقول تقرير نشرته عكاظ أن عدد المصابين بلغ 45 شخصا. هل الدكتور الهباشي يعي تماما ماذا يعني مرض الجرب؟ يتكلم وكأنه يتحدث عن انفلونزا أو مغص مكذبا كل التقارير الصحافية والطبية والمعاناة التي يعيشها المرضى ومن حولهم في هذا المستشفى، ويقضي على خططها الطموحة مكذبا كل التقارير وما جاء على ألسنة المرضى ومرافقيهم داخل مشفاه. وزيادة في الثقة، استقل بالتقرير الذي أعدته لجنة التقصي الوبائي المشكلة من قبل الشؤون الصحية وحذرت من انتشار العدوى بين المراجعين وأهالي المرضى وأنه قد يصبح وباء في المستشفى والمجتمع المحلي، وأن المغسلة تشكل هاجسا في سرعة تفشي المرض لافتقارها الشديد للاحتياجات الأساسية من تجفيف وتسخين وغسل. كل هذه الحقائق لم تعجب الدكتور الهباشي، وحاول أن يخفي قرص الشمس بكفه ورمى بالمسؤولية كاملة على نفر من العاملين حرمهم من بدل العدوى وهو ليس له حق تماما في حرمانهم منه فهو حق مفروض معلوم من قبل الدولة لكل من يعمل في مثل هذه الأمكنة.. والسؤال هو: لماذا كل مسؤول يجتهد في تفسير قرارات ولي الأمر حفظه الله وكأنه يصرف للمواطن من جيبه الخاص، جهل هؤلاء أن القرار الملكي الصادر لا يفسر إلا بقرار مثله مثل ما حدث عند صرف الراتبين لموظفي الدولة وقطاعاتها فسر البعض من تلقاء نفسه أن هذا يشمل في الراتب الأساسي وليس البدلات.. ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله (لا يورد ممرض على مصح). وأن وفدا من ثقيف أتى الرسول لمبايعته وفيهم مجذوم فأرسل إليه الرسول إنا قد بايعناك. وقال عليه الصلاة والسلام: «كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمح»، مغلبا رسول الأمة العقل على العاطفة حرصا على الصحة العامة، أفلا يستحق هؤلاء بدلا عن المخاطر التي يواجهونها. في مستشفى حداء من انتشار للمرض بين الطاقم التمريضي علاوة على سوء التغذية ورداءة الخدمات وقلة النظافة والممرضات وأحوال المغسلة فمن حق هؤلاء العاملين أن يكون لهم هذا البدل ولا يحق لمدير المستشفى إلغاؤه بل الواجب أن يطلب المزيد من وزارته ليصلح من حال المستشفى ويرفض جعله ملاذا لتحويل أي حالات. وهو كطبيب لابد أن يعرف أن الجرب أو الجذام ينتقل بالعدوى وأنه مرض سريع الانتشار، ألا يكفي جدة ناموسها والضنك والحمى القلاعية والفئران السوبر والحشرات حتى نصاب بالجرب ونحك أجسامنا ليل نهار. إن مهنة الطب مهنة عظيمة وهي من أشرف الصنائع وأربح البضائع وأنه لا عيب فيها سوى جهل بعض ممارسيها أو غش منتحليها فكان ذلك سببا في سلب كرامتها والحط من قيمتها في نظر الناس. لقد استحوذ هذا التقرير على قراءة كبيرة من قراء «عكاظ» لأنه موضوع رأي عام، فلماذا يقلل الدكتور الهباشي من خطورته وهو مرض سريع الانتشار نتائجه مفجعة وأعراضه لا تحتمل وليملك الشجاعة الكافية ليقول الحقيقة ويعترف بها مهما كانت مرة، خاصة عندما يتعلق الموضوع بصحة المواطن. فاكس: 6975040 E. Mail: [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 148 مسافة ثم الرسالة