كان يجلس مفترشا الأرض وملتحفا شمس السماء، يوحي منظره بأن ثمة أسرارا في الداخل، فالذي أمامنا مريض يعاني من حالات نفسية ألزمته السرير الأبيض في المستشفى منذ سنوات، حاولنا استنطاقه لكنه لم يجيب، بل حذرنا البعض من خطورته، كان ذلك المشهد المحزن مدخل جولة «عكاظ» في مستشفى ابن سيناء، حيث تولد لدينا انطباع أولي بأن ثمة قصورا في الخدمة، إلا أن الجولة كشفت أن المستشفى يحظى بعناية ونظافة وحرص من العاملين. وتقع «حداء» التي تتقاسم المسافة بين مكةالمكرمةوجدة، في مركز متواضع على الطريق القديم، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية ظهرا، عندما دلفنا بوابة مستشفى ابن سينا الذي يتربع على مساحة 006 ألف متر مربع، كان الوضع هادئا جدا، حيث غاب المراجعين ووقف الممرضون والإداريون يترقبون ساعة الانصراف، وأمام بوابة المدخل الرئيسي للمستشفى كان مبنى الإدارة، والذي يحوي بين جدرانه مكتب المدير العام، المدير الطبي والسكرتارية. استقبلنا مدير المستشفى الدكتور محمد صالح الهباش والمدير الطبي الدكتور عصام عبد السلام ومدير عيادات الجلدية الدكتور عبدالكريم كيال، ومن هناك انطلقت الجولة صوب مبنى آخر يفصله عن الأول 30 مترا وكان أول قسم زرناه المختبر، حيث كان فريق من الطاقم الطبي السعودي يدير ذلك المختبر المتواضع، إلا أنه رغم تواضع المبنى يحوي كل مقومات المختبر الطبي، فالأجهزة متوفرة وبنك الدم يحوي كل الفصائل، ثم انتقلت «عكاظ» إلى القسم الأحدث في المستشفى قسم العلاج الطبيعي الذي يحتوى قرابة 10 أسرة، وإلى جوار هذا القسم يقم قسم الطوارئ للرجال والنساء وهذا القسم تديره طبيبة سعودية. وهنا أكد مدير المستشفى الدكتور الهباش، افتتاح قسم للعمليات الجراحية بتكلفة ثلاثة ملايين ريال قريبا، وسينتهي في غضون ستة أشهر، عقبها توجهنا صوب قسم التنويم، حيث يرقد 68 منوما مزمنا تركهم أقرباؤهم هناك فرعتهم أيادي الأطباء والممرضين، وهنا قال الدكتور الهباش:«لدينا فريق عمل يصل إلى 250 موظفا ما بين أداري وطاقم طبي وهم يعملون على خدمة المرضى، حتى مع ما أثير مؤخرا عن انتشار مرض الجرب بين المرضى، رغم أن كل ما جرى غير واقع والجرب مرض لا يدعوا إلى التخوف والقلق. إلى ذلك، قال الدكتور الهباش، من خلال الفحوصات الطبية ثبت إصابة حالة جرب واحدة فقط بنسبة 100 في المائة فيما أثبتت الفحوصات الإكلينيكية اشتباه في أربعة حالات وبقية الحالات هي حالات وقاية فقط، حيث تم عمل كافة إجراءات الوقاية للمخالطين والمنومين الذين بلغ عددهم 68 منوما»، ورفعنا خطابا رسميا إلى الشؤون الصحية بضرورة إعادة بدل العدوى وننتظر الرد الرسمي» وفيما يتعلق بمستوى نظافة المستشفى واهتمام العاملين فيها بنظافة المرضى قال: «أتحدى من يشكك في هذا الأمر، ونحن المستشفى الوحيد الذي نعمل على نظافة المرضى كل يوم، حيث يجري غسل للمرضى المزمنين كل يوم وليس هناك قصور في النظافة والشؤون الصحية دعمت مغسلة المستشفى بأحدث التقنيات وليس صحيح ما يثار حول قصور في النظافة». وبين الدكتور الهباش، أن ثمة توجه لإنشاء مستشفى جديد عام فيه كل التخصصات وتم الانتهاء من الرفع المساحي لعمل المستشفى وينتظر الموافقة عليه قريبا، مؤكدا أن المنطقة بحاجة ماسة إلى مستشفى كبير يخدم المواطنين الذي يفوق عددهم ال 60 ألف نسمة.