أكد مدير مستشفى ابن سينا بحداء الدكتور محمد الهباش، أن عدد الإصابات بمرض الجرب في المستشفى لا يتجاوز 6 حالات، معتبرا أي أقاويل أخرى تضاعف الرقم مجرد شائعات. واعتبر ضعاف النفوس وراء إشاعة المخاوف من انتشار المرض في أوساط العاملين والمرضى، متهما البعض ممن أوقف عنهم بدل العدوى، بالتسبب في تلك المزاعم التي بسببها لم يستقبل المستشفى مراجعين خلال أسبوع كامل. وأوضح الهباش ل«عكاظ» ردا على تقرير سري أشار إلى إصابة 45 شخصا بالجرب، قائلا إن «اللجنة جاءت للوقوف على المستشفى بناء على طلبي وما كتب في التقرير كان عمل ساعة من نهار، وهو تقرير عادي وليس بتلك الخطورة، ولا يدعو للخوف»، مشيرا إلى أن المستشفى دعم بإمكانات جيدة خصوصا في المغسلة. وكان التقرير الذي أعدته لجنة التقصي الوبائي التي شكلتها الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة (حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، حذر مما أسماه تخوفات من تناقل العدوى بين المراجعين من أهالي وأقارب المرضى. وأوصت اللجنة المشكلة لهذا الغرض بعشر توصيات عاجلة إلى المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة رافعة من احتمالية أن يكون ذلك المرض وباء في المستشفى والمجتمع المحلي. وبين التقرير الذي جاء في 10 صفحات تفصيلية ورفع لمسؤولي الصحة في المنطقة وجود فاشيتين، الأولى ظهرت في 9/11/1432ه وامتدت حتى نهاية شهر ذي الحجة من العام نفسه، وأصيب خلالها 7 مرضى بينهم امرأة عمرها 80 عاما كانت أول حالة أصيبت بالجرب، فيما قفزت حالات الإصابة في الفاشية الثانية التي ظهرت في 10/3/1433ه، وفق التقرير، إلى 38 حالة، بينهم 29 مريضا و9 من طاقم التمريض في المستشفى، إذ أصيب 7 ممرضين وممرضتان بالعدوى. وأشار التقرير إلى أن مغسلة المستشفى تشكل هاجسا في إمكانية تفشي الجرب بين بقية المنومين والعاملين، إذ تبين افتقار المغسلة الشديد إلى الاحتياجات الأساسية للغسل من أجهزة غسيل وتسخين وتجفيف حديث، حيث تقع تلك المغسلة في غرفة واحدة على مساحة كبيرة (50 مترا مربعا)، وبمدخل واحد فقط للتسليم والاستلام ويقوم عمالة المغسلة بفرز الملابس والمفارش على طاولة واحدة وتجمع النظيفة والمتسخة بجوار بعضها، ما يجعلها عرضة للتلوث. وشخص التقرير الحالات فيما أسماها بالفاشية الأولى التي كان حالات الإصابة فيها 7 حالات (6 رجال وامرأة)، إذ كانت الحالة الأولى بعد تحويل امرأة عمرها 80 عاما من مستشفى الملك عبدالعزيز في الششة إلى عنبر النساء رقم 2، فيما كانت الحالة الثانية لمريض غيني (45 عاما) في عنبر 3 رجال يعاني من إعاقة بدنية وأصيب بعد 21 يوما من ظهور الحالة الأولى وشخص إكلينيكيا بالجرب القشري، فيما أصيبت الحالتان الثالثة والرابعة بعد 3 أيام فقط لشابين سعوديين (15 و32 عاما) في عنبر 3 رجال، وبعد 3 أيام أخرى ظهرت الحالة الخامسة لمريض بنجلاديشي، أما الحالة السادسة فكانت لمريض يمني، وكذا الحالة السابعة التي كانت في عنبر 3 لثلاثيني. وأشار التقرير إلى عزل ومعالجة جميع الحالات بمحلول البنزيل بنزويت، ولكن لم تتم معالجة المخالطين، ما قاد إلى ظهور الفاشية الثانية التي كان إجمالي الحالات بها 38 حالة متوسط أعمارهم 38.5 عام، وراوحت ما بين (12 و90 عاما)، وكانت غالبية المرضى من الآسيويين بنسبة 34%، بينما عدد المصابين من طاقم التمريض 9 إصابات راوحت أعمارهم ما بين (25 و50 عاما)، إذ سجل عنبر رقم 1 أعلى نسبة إصابة بلغت 60%، وأقل نسبة للعدوى في عنبر نساء 1 بلغت 18%. وصنف التقرير فرضيات انتقال العدوى إلى نوعين؛ فرضية انتقال العدوى إلى المرضى، إذ بين التقرير أن ثمة حالات جرب في المجتمع حيث يتم تشخيص ما لا يقل عن حالة جرب واحدة أسبوعيا في عيادة الجلدية التابعة للمستشفى وخصوصا بين السعوديين، ومن الجنسيات البرماوية والبنجلاديشية والباكستانية وتمثل هذه الجنسيات ثلث المنومين في المستشفى بنسبة 33%، فيما اتضحت زيادة معدل حالات الجرب لدى المراجعين خلال الأسبوعين السابقين لظهور الوباء حسب إفادة طبيب الأمراض الجلدية، كما اتضح للجنة عدم التبليغ عن الحالات من خلال برنامج المراقبة الوبائية. وبين التقرير أن إجراءات المكافحة التي يتم اتخاذها من قبل فريق المستشفى تكمن في المعالجة بمركب بنزيل بنزوت وعزل المصابين والمصابات 3 أيام. وأوصت لجنة التقصي الوبائي بعشر وصايا أبرزها ضرورة فحص 100 عامل نظافة وإعطاء العلاج للمصابين منهم والمخالطين، مع إعطائهم تعليمات بضرورة لبس القفازات والملابس الواقية، إلى جانب التعميم على الزوار بأهمية أخذ الحيطة والحذر لمنع انتقال العدوى، وعمل دراسة تحليلية لمعرفة عوامل الخطورة، وتلبية احتياجات مغسلة المستشفى من معدات وأدوات وساحبات، مع توفير غطاء لها وإجراء الصيانة الدورية. واختتمت اللجنة في تقريرها بضرورة توفير علاج البيرومثرين الحديث والأقل آثارا جانبية من غيره، مع متابعة الحالات المرضية الحالية لمدة 8 أسابيع على الأقل للتأكد من عدم ظهور مرضى آخرين.