في إطار جهود الملحقية الثقافية السعودية باليابان لربط الطلبة المبتعثين بما يستجد في القطاع الصناعي أقامت الملحقية، بحضور الملحق الثقافي الدكتور مهندس عصام أمان الله بخاري، رحلة علمية للطلبة المبتعثين ببرنامج خادم الحرمين الشريفين في اليابان إلى معامل شركة فوجيتسو للأجهزة الإلكترونية، وشمل البرنامج التعرف على التقنيات المستخدمة في الحاسوب الفائق «كي» أسرع سوبر كمبيوتر في العالم، وهو جزء من مبادرة تطوير الحواسيب عالية الأداء، بإشراف وزارة التعليم والعلوم اليابانية. وجرى تطويرها بشكل مشترك من قبل شركة فوجيتسو ومؤسسة ريكين البحثية في اليابان، ويتكون «كي» من 88128 معالجا للمعلومات تعمل في وقت واحد، حيث تم تصميم المعالجات لتكون ثمانية النواة، وبعكس أجهزة الكمبيوتر الأخرى لا يحتوي على أية رقائق جرافيك، وتم تصميم ممرات هوائية داخله مما يجعله من أكثر أجهزة الكمبيوتر الخارقة ترشيدا لاستهلاك الطاقة. وفي يونيو 2011 حقق حاسوب «كي» المركز الأول في قائمة أسرع 500 حاسوب في العالم بعد أن أزاح الحاسوب الصيني TIANHE-A1 من المركز الأول. وتبسيطا للقدرة الحسابية للحاسوب «كي»،لديه القدرة على القيام بعمليات تماثل مجموع العمليات الحسابية التي تقوم بها البشرية مجتمعة (حوالي 6.8 مليار نسمة) على مدى 18 يوما في 24 ساعة، وذلك في غضون ثانية واحدة فقط. وهذه القدرات الحسابية تجعل منه متفوقا حسابيا (بسرعة 10 بيتا فلوبس)، خمسة أضعاف الحاسوب الصيني وباستهلاك كهربائي يقل عن النصف. ويتم الآن استخدام هذا الحاسوب في أبحاث قائمة بجامعة طوكيو وجامعة تسوكوبا وجامعة توهوكو في مجالات صناعة الأدوية وتفاعلات التقنية الحيوية، وعلوم الهندسة ومحاكاة أثر الصدمات على المركبات وتركيب المواد، والأبحاث المناخية وفي مجال الوقاية من الكوارث. كما تم استعراض تاريخ الشركة والتقنيات الحديثة وتقنيات المستقبل التي تتميز بها شركة فوجيتسو. كما تم عرض كيابل الألياف الضوئية التي تستخدم للاتصالات والانترنت الموجودة في البحار على عمق 8 آلاف متر والتي استخدمت لربط الشبكات بين شرق آسيا وأوروبا مرورا بالبحر الأحمر. وكذلك عرض جهاز لمحاكاة قيادة القطارات في اليابان، الذي يستخدم للتعليم والتدريب في قيادة القطارات من خلال فيديو واقعي مع إمكانية التحكم بالطقس، بالإضافة إلى أنظمة أمن المعلومات القائمة على القياسات الحيوية للجسم وغيرها من التقنيات، ما فتح المجال للنقاشات والأسئلة من المبتعثين السعوديين، الذين طرحوا أسئلة في مجالات تخصصاتهم العلمية والهندسية التي يدرسونها في الجامعات اليابانية. إلى ذلك أوضح الملحق الثقافي الدكتور عصام بخاري أن هذه الزيارة تأتي لتأهيل المبتعثين السعوديين في اليابان وتعريفهم على أحدث ما توصلت له الأبحاث في الشركات والمؤسسات العلمية للاستفادة منها في أبحاثهم عبر برامج التعاون الصناعي الأكاديمي في اليابان، على أمل أن يسهموا في نقل هذه التقنيات وتوطينها.