عندما نتحدث عن هؤلاء فإننا لا نستخدم لغة المجاملة والنفاق ولا نغلف عباراتنا بالتزلف والتملق ولا نهدف أبداً إلى الدعاية والترويج لهم من باب التبجيل والتطبيل لكننا في الحقيقة نقدم لهم أقل ما يستحقون هي قصة مؤثرة تحكي عن عدد من المعاقين الذين كانت أغلى أمنياتهم وأكبرها تتمثل في رؤية المسجد النبوي الشريف وزيارة قبر الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ولكن هيهات هيهات فكيف السبيل إلى ذلك في ظل قلة اليد والحيلة وسط ارتفاع التكاليف ومشقة الرحلة على هؤلاء الذين ابتلاهم الله بأنواع من الإعاقات جعلتهم يفقدون أغلى النعم التي يتمتع بها غيرهم دون أن يشعروا بها . ولأنه وطن الخير المعطاء الذي يزخر بأبنائه من أصحاب الأيادي البيضاء الذين رباهم هذا الوطن على أن يجودوا في عطائهم بلا حدود فقد وجد هؤلاء المعاقون من يحقق لهم حلمهم البسيط في أعيننا، العظيم في أعينهم فقد تكفل الرجل المعطاء مهند خوقير وهو أحد المستثمرين من شباب هذا الوطن الذين يملكون أحد الفنادق المطلة على الحرم النبوي بإقامة هؤلاء المعاقين مع مرافقيهم الذين تجاوز عددهم 25 شخصاً لمدة ثلاثة أيام في هذا الفندق الذي كنت أنوي ذكر اسمه لولا أن ذلك قد يدخلني في دائرة الاتهام بأنني أحد سماسرة الدعاية والإعلان لن أنسى أبداً وقفة الجندي المجهول الأستاذ منصور مرسي الذي كان له دور كبير في هذا العمل الخيري فرغم منصبه الرفيع إلا أنه كان يتفقد غرف المعاقين بنفسه ويتأكد من تناولهم للطعام ولا غرابة في ذلك فعمل الخير لا يعلو فوقه منصب بل إنه يزيد فاعله شرفاً ورفعة كم هي صورة جميلة ومؤثرة لهذا الموقف الإنساني الذي ذرفت له دموع هؤلاء المعاقين فرحاً بتحقيق مبتغاهم وكم كنت سعيداً وأنا أرى نفحات الخير تستمر في هذا الوطن الغالي وبالفعل لا أملك إلا أن أقول لهؤلاء التحية. ammarbogis@gmail