إن المعاقين إحدى فئات المجتمع الغالية , وشريحة من شرائح المجتمعات البشرية، ولا تخلو المجتمعات من المعاقين الذين ابتلاهم الله بإعاقة من الإعاقات في الحياة الدنيا, وهذه الإعاقة لم تكن حجر عثرة أمام طموح الكثيرين من هؤلاء المعاقين, بل رأينا العطاء و الإبداع عند الكثير من المعاقين , و واصل الكثير منهم مشواره التعليمي أو المهني , وتخرّجوا من الجامعات ونالوا أعلى الدرجات العلمية بكل جدارة واستحقاق وأصبح الكثير من هؤلاء المعاقين يخدم نفسه , و مربيا فاضلا أو عضواً فعالاً في بناء الوطن , وإن الإنسان ليفخر كل الفخر بهؤلاء المعاقين الذين تغلبوا على مصاعب العوائق و الإعاقات , وتخطوها بكل عزيمة وإصرار, وتقلدوا كثيراً من الوظائف في دولتنا الرشيدة وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل حكومتنا الغالية التي ذللت كل العقبات أمام هؤلاء المعاقين , ويسّرت لهم طريق العلم والتعليم, إذ فتحت لهم المعاهد والكليات الخاصة والتي تناسب إعاقاتهم و قدراتهم , واستقدمت لهم المدرسين ذوي الكفاءات العالية, و إن كانت دولتنا المباركة لم تأل جهودها و لن تألو في خدمة فئات المجتمع عامة والمعاقين خاصة, فهي تحتاج إلى مزيد من الرعاية و الاهتمام , كي يتغلبوا على إعاقاتهم العضوية و النفسية و يواصلوا العطاء و الإبداع و الانتاج ، وأن يبادر المسؤولون إلى تذليل الصعاب والشروط عند تسجيلهم في المعاهد و غيرها، وأن يكون دخلهم مناسباً لكي يستطيعوا مواجهة أعباء الحياة و مصاعبها, و تيسر لهم مرافق الحياة كالقروض و المسكن , و تقديم برامج و خطط تعليمية و تربوية في وسائل الإعلام تناسب قدراتهم واحتياجاتهم , و الحرص على دمجهم مع أفراد المجتمع , و التعامل معهم تعاملا تربويا , و إن حكومتنا الرشيدة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله - تبذل جهوداً متواصلة في سبيل إسعاد المواطنين, وتحقيق مزيداً من الرفاهية والعيش الرغيد وقد أولت تلك الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة نصيباً وافراً من الاهتمام من خلال تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية و المالية .و لكن من السلبيات التي تنتشر بين فئة من الناس ضعيفة الإيمان :احتقار المعاقين و التهكم بهم أو السخرية منهم بإعاقاتهم التي ابتلاهم الله بها , و الكلمات الجارحة , لذلك نهى الله عن السخرية و الهمز و اللمز و التنابز بالألقاب .