في حديث لي مع الأمير الفارس الأمير عبدالله بن متعب البطل الأولمبي في رياضة الفروسية سألته عن أعظم إنجاز حققه، فأجابني بلا تردد: أعتقد أن الإنجاز الأبرز لي من وجهة نظري هو أنني نلت شرف تمثيل الوطن. حقًّا إنه إنجاز عظيم لا يضاهيه أي إنجاز آخر، فكم كانت سعادتي غامرة بالثقة الملكية الغالية التي منحني إيّاها صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب عبر انضمامي للاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة، ليتحقق بذلك أغلى أحلامي، وهو أن أرد لهذا الوطن الحبيب جزءًا يسيرًا ممّا قدمه لي. تحدث البعض عن هذه الثقة ففسرها بالوقفة الإنسانية التي تقود إلى الشفقة والتعاطف، لكنني أرفض هذا التفسير جملة وتفصيلاً لأنني أثق تمامًا أن خدمة الوطن لا تمنح من باب المجاملة. ولكي أثبت صحة هذه النظرية فإنني سأسعى جاهدًا لتقديم عصارة فكري من أجل هذه الفئة التي أنتمي إليها، فأصحاب القدرات الخاصة كما أحب أن أسميهم رفعوا راية هذا الوطن عاليًا في المحافل القارية والعالمية؛ ليثبتوا للجميع أن صوت الإرادة هو الصوت الأقوى حتى وإن غابت الأضواء، واختفت الفلاشات. وكم كانت سعادتي أكبر عندما تعاملتُ مع رئيس اللجنة الإعلامية بالاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الأستاذ خالد الحسين؛ لأنني كنت أتحدث مع رجل يحمل نفس الهم الكبير الذي حملته لسنوات طويلة. سبق وأن كتبتُ مقالاً عن الإنجاز الذي حققه أبطال العالم لذوي الاحتياجات الخاصة في كرة القدم ووصفتهم بأبطال الظلام لكنني لن أرضى بذلك بعد اليوم، وسأجعل هدفي الأول والأخير أن يغدو هؤلاء الأبطال نموذجًا يحتذى به في دنيا الأصحاء قبل المعاقين. أخيرًا لا أجد عبارات الشكر والتقدير، وأجد نفسي عاجزًا عن التعبير بكلمات لن تفي هذا الوطن معشار حقي، لكنني لا أملك سوى أن أقول: شكرًا يا وطني. ammarbogis@gmail