في قرى بني سالم توفرت المدارس النموذجية بمبانيها، وفي ظل اكتمال كوادرها ومرافقها التعليمية، ما زال أولياء الأمور يشكون منها ويتخوفون من ذهاب وعودة أبنائهم يوميا إلى المدارس، ومرد هذا الخوف مواقع المدارس على طريق الجنوب الدولي، إذ يحاذي الأسفلت بعض بوابات المدارس. إدارة المدرسة الابتدائية في القرى بمتابعة مديرها علي محمد علي الغامدي، حرصت على سلامة الطلاب، ويرفض المدير مغادرة أي طالب لفناء المدرسة ما لم يحضر ولي أمره لاستلامه، وكان هذا التدبير الوقائي من مدير المدرسة محل تقدير الأهالي كما يحرص المدير والمعلمون على توعية الطلاب باستخدام جسر المشاة بجوار المدرسة، وعدم قطع الطريق تحت أي ظرف كان. وطالب الاهالي باتخاذ الاحتياطات المرورية، سواء المطبات الصناعية، او الاشارات المرورية، مع ضرورة تواجد ومرابطة دوريات المرور والدوريات الامنية خاصة خلال الدوام ووقت الانصراف تحديدا، لضمان سلامة الطلاب، والتقليل من الحوادث المرورية، ومواجهة الارتباك الصباحي وخلال الانصراف، لا سيما مع تهور بعض قائدي المركبات من صغار السن من طلاب المتوسطة والثانوية وغيرهم. عبدالله الغامدي (من اهالي القرية) قال إنه فقد فلذة كبده على هذا الطريق، بعدما تسلم طفله شهادته ناجحا، وذهب بها مسرعا فرحا يريد تبشير والديه بنجاحه، فعبر الطريق ودهسته سيارة مسرعة وأردت جسده الصغير على الارض مضرجا بدمائه وتوفي في الحال، بينما شهادته ما زالت في يده. وطالب بإنشاء مطبات وإشارات ضوئية عند المدارس، وفي منتصف القرية، مع ضرورة عمل مداخل سليمة لجسر المشاة، فمداخله ومخارجه للأسف على الطريق العام. محمد عبدالله الغامدي، دهس طفله الطالب أمام بوابة المدرسة، وسبب له الحادث كسورا وإصابات بالغة وحالة نفسية سيئة، ويقول والده «كاد ابني يموت ولكن رعاية الله حفظته، والمدرسة تقع في موقع خطر جدا، بجوار طريق الجنوب الرئيسي، ولا يوجد أي احتياطات للسلامة للحفاظ على ارواح الطلاب، فلا توجد إشارات مرورية، ولا يوجد جسر مشاة، ولا توجد مطبات صناعية». سعد عبدالرزاق الغامدي، طالب وزارة النقل بأن يضعوا حلا عاجلا بالتعاون مع ادارة المرور والبلدية والجهات ذات العلاقة، مشيرا إلى أنه فقد والده ورفيقه دهسا على الطريق ذات، فيما ذهب ولده ضحية الاعاقة الدائمة بالطريقة نفسها. محافظ بلجرشي الدكتور محمد بن جمعان الغامدي، قال إن جميع مطالب الاهالي ستؤخذ بعين الاعتبار، وسيتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ومخاطبتهم بضرورة عمل ما يمكن عمله لدرء الخطر عن الاهالي وفلذات الاكباد، مشيرا الى ان كل امر فيه مصلحة المواطنين بالمحافظة يكون من ضمن اهم المتابعات من قبلهم.