حدث مهم تخلل مشهدنا الإعلامي خلال الأسبوع الماضي، هو تدخل المقام السامي عبر وزارة الثقافة والإعلام لإيقاف إحدى القنوات الفضائية وإحالة مسؤوليها إلى التحقيق والمساءلة على خلفية الإساءة لطائفة من أبناء الوطن والقدح في معتقدهم والتعريض بهم بشكل استعدائي فج وسافر. الحدث ذو شقين، أولهما الأسلوب الذي تعاملت به الدولة مع القضية، وثانيهما المفهوم الذي يحمله البعض لحرية الرأي في البرامج الحوارية التي تناقش قضايا حساسة تتعلق بالوطنية والانتماء والتصنيفات الفكرية أو الطائفية والمذهبية.. لقد تسببت تلك الإساءة في غضب طائفة من أبناء الوطن عبروا عنه بأسلوب حضاري تمثل في إيصاله إلى المسؤولين المعنيين، ليصل في النهاية إلى المقام السامي الذي تفاعل مع الموضوع بشكل فوري وأصدر توجيهاته بما رآه مناسبا، وذلك يعني استشعار صاحب القرار لخطورة مثل ذلك الطرح الذي تبنته القناة وتأثيره السلبي على وحدة أبناء الوطن وسلمهم الاجتماعي ووئامهم وتعايشهم، كما يعني رفضه لذلك الطرح وعدم السماح به أو التهاون مع من يتبناه، وكم نتمنى أن تكون الرسالة واضحة للآخرين من خلال القرار الذي صدر بحق القناة ومسؤوليها ومن أساء من خلالها، وأن تكون العقوبة مستقبلا أشد تجاه أي شكل من الإساءة لأبناء الوطن الواحد.. ومن الناحية الأخرى، فإنه مؤسف جدا أن يستمر بعض المتحدثين في الفضائيات في استخدام لغة حادة وجافة وصادمة عندما يطرحون آراءهم حيال بعض القضايا، وهي دينية أو فكرية في أغلب الأوقات. إنهم لا يفرقون بين أدب الطرح وفوضى الكلام، وبين تهذيب الرأي ورعونته، وبين ما يمكن أن ينتهي بانتهاء البرنامج وما يتطاير شرره بعد البرنامج في اتجاهات كثيرة.. الحرية الشخصية وحرية الرأي لا تعني أبدا التطاول على الآخرين أو الانتقاص منهم أو تسفيههم أو تجريح معتقداتهم لغايات شخصية أو تحزب لفكر معين أو توجه محدد أيا كان. هناك لغة اسمها لغة الحوار، وهناك آداب اسمها آداب الحوار، وهناك أخلاق اسمها أخلاق الحوار، نحن في أمس الحاجة لها الآن أكثر من أي وقت آخر.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]