حض مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء على أداء الزوجين الحقوق تجاه بعضهما وعدم التساهل فيها، مبينا أن من حقوق المرأة على زوجها أداء المهر كاملا والانفاق عليها بالمعروف قدر الاستطاعة. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض:«من حقوق المرأة على زوجها غيرته عليها التي تقتضي حمايتها وإبعادها عن أماكن السوء والريبة والعدل بين الزوجات عند التعدد، وألا يستغل قوامته فيؤذيها فالظلم حرام وظلمات يوم القيامة». وأوصى آل الشيخ الأزواج بالصبر على زوجاتهم، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أعظم الناس صبرا، مبينا أن العلاقة بين الزوجين لا يمكن أن تستقيم إلا إذا عرف كل من الزوجين الحق الذي له والذي عليه وأدى الكل واجبه المشروع فهذا عنوان استقامة الحياة الزوجية. وأرجع المفتي العام كثرة حالات الطلاق إلى الاستعجال والطيش والغضب وعدم تحمل بعض الرجال للأشياء اليسيرة، وتدخل بعض الأهالي لتأجيج الفتنة والتفريق بين الزوجين، موصيا الأهالي باحتواء الخلاف، وأن يجعلوه محدودا غير متطور وضيق حتى يستطيع الزوجان أن يحييا حياة سعيدة وكل يقوم بواجبه وليتغاضى بعضكم عن بعض في الأمور التي لا تخل بالشرف والدين. كما حث المفتي العام الآباء والأمهات على تقوى الله والسعي في تحقيق الحياة الزوجية للأبناء والبنات واستمرارها، وأن تكون الجهود في تضييق الخلاف وعدم سماع النقد من البعض، وأن يوفرا الحياة الزوجية السعيدة و ألا يكونا مصدر خلاف ومشاكل وإنما مصدر رحمة وإصلاح ولا يفرضا آراءهما الشخصية في الحياة الخاصة للزوجين، وقال:«من الأفضل مناقشة القضية قبل الترافع للمحاكم، فإن ذلك قد يوسع شقة النزاع والأفضل إدراكه قبل الوصول للمحاكم، كما حث القضاة عند ترافع الزوجين إليهم بالإصلاح قدر الاستطاعة وإدراك أصول الخلاف التي قد تبين وجود بعض الترهات التي لا حقائق لها أو حماقة بعض الرجال وسوء تربية بعض الفتيات التي قد تكون السبب في حصول مايحصل». وحذر المفتي من إثارة النزاع أمام الأبناء والشكوك التي قد تدفع الزوج لإطلاق الألفاظ السيئة، مطالبا الأزواج بإمساك ألسنتهم والتأدب في ألفاظهم والمرأة أن تبتعد عن مواقع الريبة والأمور التي تخل بالعرض والدين. كما طالب الرجال بالبعد عن السهرات الطويلة مع الشلل وإهمال البيوت والزوجات، مشيرا إلى أن البيت أمانة في عنق الرجل. آراء حول الخطبة وحول مضامين خطبة المفتي، قال الداعية الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني: «الأسرة هي اللبنة الأولى من اللبنات التي تكون المجتمع، وهي المحضن الذي تصاغ به شخصية الإنسان المسلم، إذا قامت هذه الأسرة على أسس متينة، وأدركت دورها، وقامت بمسؤوليتها، وإذا لا غرابة في أن نجد الإسلام وهو دين الله الخالد الذي رضيه للبشرية يركز على الأسرة، ويهتم بها من اللحظات الأولى التي يفكر الإنسان في الاقتران بزوجته في إقامة الأسرة». أما الشيخ أحمد الزومان، فقال: «أصل الأسرة من الزوج والزوجة، فلا بد من أن يكون أحدهما مسؤولا عن الأسرة، فالمرأة بطبعها وخصائصها لا تتناسب مع هذا الدور، فجعلت القوامة للرجل؛ لما فضل الله به الرجل على المرأة في العقل والرأي، وتفضيله في المنزلة وقوة في النفس والطبع ما ليس للنساء، وله الفضل عليها والإفضال، فناسب أن يكون قيما عليها».