مع كل سنوات الخبرة التي يمر بها الموظف والتي يعتقد أنها كافية لأن يجيب على أي سؤال في مجال عمله وأنه أصبح ملما بكافة المهارات، فإنه يبقى غير محصنا للوقوع في خطأ فادح قد لا يتداركه إلا بوجود موظف مستجد يظهر من البراعة والخطط العملية الناجحة ما يبهر رؤساؤه بالعمل، ويجعلهم يغضون الطرف عن الموظف ذي الخبرة الطويلة. ليس ظلما ولا إجحافا بحق ذوي الخبرات بقدر ما في التطور في العمل بحضور الدورات التدريبية والتعلم المستمر والبحث والدراسة والانخراط في مجالات العلوم النافعة الأثر الأكبر في التميز والتقدم. على صعيد وزارة التربية والتعليم كمثال عمد التطوير الإداري في سعيه لتوسيع مدارك ومعلومات موظفاته الإداريات من كاتبات ومراقبات، بتنظيم بعض الدورات المختلفة في تعليم الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وبعض الدورات التربوية التثقيفية مما يؤهل كوادره المدربة لمواكبة مسيرة التطوير في التعليم والمجتمع التي نشهدها في عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وذلك بالتعاون مع أفضل المعاهد التعليمية وأرقاها والاستعانة بمدربات على مستوى تعليمي عال وبدون أي رسوم مالية مما حفز الكثيرات من مختلف الفئات العمرية لاقتناص هذه الفرصة لتطوير أدائهن الوظيفي والارتقاء بمستوياتهن الثقافية والعلمية والتربوية. تظهر أهمية هذه الدورات التدريبية في تقديم المعرفة الجديدة، وإضافة المهارات والقدرات، وتعديل الأفكار وتغيير السلوك وتطوير العادات وبالتالي تطوير الذات مما يرفع من مستوى طموحات الفرد ويجدد نظرته لعمله، ويدفعه نحو زيادة انتاجيته، لذا ليس من المبالغة القول إن التدريب والتعليم المستمر عنصران أساسيان في تطوير العمل وتحسين أداء الموظف وزيادة إنتاجيته. فائدة أخرى يجنيها الموظف بعد اجتيازه لدورة تدريبية من خلال كسر الروتين الوظيفي وتغيير نمط عمله اليومي بتغيير المكان والأشخاص لما في ذلك من مردود نفسي كبير يعود بالخير على الموظف وبالتالي على إدارته. همستي : لا تغضب أيها المدير من تغيب موظفك النشيط عن عمله بسبب حضوره دورة تدريبية، وتوهمك بأن العمل سيقف، فالإدارة الناجحة لا تعتمد على موظف بعينه!!