لم يكن العامان اللذان أمضاهما الشاب عبدالله شباب العتيبي في عمله في وزارة العدل إلا فاتحة خير له، إذ سرعان ما بدت الرغبة الأسرية في إكماله نصف دينه، لكن عبدالله الذي بات مترددا في كيفية اختيار شريكة العمر، بدا واثقا في أن أسرته ربما ستضعه على خارطة طريق تقوده إلى الخير دائما. قبلها لم يفكر عبدالله في الزواج، لأنه حسب قوله: «يريد مصاريف، ومن الطبيعي أن الأمر تجب دراسته من كافة الاتجاهات، ومن غير المعقول أن أدخل إلى عش الزوجية دون تحمل المسؤولية، وفيما كان تفكيري بعد عامين من العمل في الوزارة يقودني إلى الارتباط، توحدت الرؤى مع أسرتي التي دفعتني إلى الإفصاح عن رغبتي بعدما بلغت عمر 30 سنة، فهم يريدون أن يفرحوا بزواجي، لذا بدأت المهمة الشاقة في البحث عن الشريكة التي تتوافق مع معايير الأسرة ومعاييري الشخصية، وأحمد الله أنها كانت وظفرت بها». لكن المهمة الشاقة لم يقم بها عبدالله بمفرده، بل كانت الأسرة تجتهد في البحث عن الفتاة التي ترضي طموحات الأسرة، في النسب والأخلاق، كما يضيف عبدالله: «توافرت كل التفاصيل بدقة في كريمة العم عطاالله الذيبابي، وتم تحديد توقيت الزيارة، لنذهب للقاء الأسري برفقة والدي وأخي الأكبر بندر، وهناك وجدنا الترحاب المعهود من تلك الأسرة، ووعدونا بالرد بعد أسبوع». يعترف عبدالله أنه عاش تلك الفترة على أحر من الجمر، ليسمع كلمة «مبروك»، خاصة أن الأسرة معروفة في الأوساط بكرمها وشيم أخلاقها، ويضيف: «ما أن وصلنا الرد بالموافقة حتى حمدت الله على توفيقه وشكرتهم على الثقة في أن يهدوني كريمتهم، ودعوت الله أن أوفق في حياتي الأسرية». لكن القصة لم تكتمل لدى عبدالله، الذي بدأ يعد العدة لإتمام مراسم الزفاف، وعندها باتت الأنظار تتجه لأخيه الأصغر فهد 28 سنة، الذي لم يكن يحلم هو الآخر أن يكون عرسه في أسرع وقت، مؤكدا أن: «الرغبة في الزواج تجتاح أي شاب، لكن يبقى الكثير من التساؤلات في كيف ومتى ومن؟». لكن ضالة فهد وجدها في شقيقة زوجة أخيه بندر، ابنة العم عمور المقاطي: «وما أن تقدمنا للأسرة الكريمة، وتمت الموافقة على الخطبة والارتباط حتى طرت من الفرح، خاصة أن الأسرة تريد إتمام مراسم زفافي مع شقيقي في يوم واحد». وبعدما تم اختيار إحدى الاستراحات بجدة لإتمام الزفاف، لم يشعر فهد بنفسه، فكان همه الأول أن يذهب سريعا إلى الاستراحة، ويضع يده في يد والد العروس: «غادرت السيارة مسرعا إلى الداخل وأقدامي تتسارع في الخطوات، وما أن جلست أمام المأذون الدكتور يحيى الزهراني، وسألني عن بطاقة الأحوال، حتى أعلنتها على الملأ، أنني نسيتها، فكانت الممازحة بأنني أنسى من اليوم الأول للزواج». من جانبهما اعتبر والد العريسين أن تشريف الأهل والأحباب حفل زواج نجليه معا، هو فخر ومصدر تشريف للأسرة، داعيا العروسين إلى البر بالزوجتين، اللتين أهديتا إليهما من أعز الأسر، مؤكدا أن أسرته تمسكت ولله الحمد بالنهج النبوي الشريف الداعي للظفر ب(ذات الدين).