برع الأحسائيون في صناعة البشوت، التي عرفت مع امتداد شهرتها بالبشت الحساوي في دلالة على جودته ونوعيته التي ميزته عن بقية الصناعات المحلية والعربية والأجنبية في حياكتهم للبشوت العربية المتنوعة. والبشت، مسمى فارسي لقطعة قماش يتم ارتداؤها فوق الثوب، وقد عرف البشت أو «المشلح» في الأحساء منذ عقود طويلة، حيث يعتبر مصدرا للوجاهة والوقار يرتديه أعيان المنطقة في المناسبات الرسمية والاحتفالات والأعياد المتنوعة الخاصة والعامة، ويكون مقتصرا في ارتدائه على شخصيات معروفة بين الناس، كما أصبح البشت، من جهة ثانية، زيا رسميا، أخذ يتقلده كثير من الناس في البروتوكولات الرسمية وغير الرسمية، ما أفقده خصوصيته. وكان البشت الحساوي يصنع قديما بطريقة يدوية محترفة، ويستغرق صانعوه ما بين 10 إلى 15 يوما للمشلح الواحد، بيد أن الآلة النسيجية الحديثة مع تطور التكنولوجيا دخلت في صناعته، لتختصر مدة صناعة البشت الواحد إلى عشرات البشوت يوميا، تختلف حسب نوعية وطلبات الزبائن، غير أنه ما زال كثير من الشخصيات المعروفة تفضل صناعته يدويا، بأنامل تجيد وتخبر حرفيته الدقيقة، والتي تتحدى الآلة الحديثة في رسم ووقز وتطريز البشوت بصورة أكثر جمالية وجودة عالية.