تميز الوطن العربى عامة، ومنطقة الخليج العربى خاصة بلبس المشلح (البشت) فى المناسبات العامة والمحافل الرسميه مثل الأعراس والأعياد، ويعد من الأزياء التقليدية المعروفة المصنوع من صوف أسود أو بني فاتح ومطرزة حوافه بخيوط الذهب (الزري)، الذي تجعل منه تحفة فنية يتنافس الصناع في إتقانها، خاصة مع إقبال جيل جديد من الشباب على تعلم أسرار المهنة التي أعطت سمعة كبيرة للأحساء. وتتميز منطقة الأحساء بصناعة «البشوت»، واشتهرت عوائل أحسائية عدة بحرفة صناعته منذ أكثر من 200 سنة، من بينها البوناصر، والبقشي، والشهاب، والقضيب، والأمير، والمهدي، والخواجة، والبوخميس، والحمد، والبوخضر، ولا يعرف أسرار هذه المهنة، وجودة منتجها من رداءته إلا من يمارسها ويمتلك خبرة طويلة في ارتدائها. وعرفت الأحساء بصناعة «البشوت» وحياكتها منذ قرون من طريق الأهالي الذين أجادوا هذه الحرفة، الذي أطلق عليه اسم «البشت الحساوي» مستمدين هذا الاسم من صناعة الأحسائيين له. وتذكر كتب التاريخ أن الأحسائيين برعوا بإتقان في صناعة المشالح يدوياً منذ العصر الأول لظهور الإسلام، وأنهم نشروا هذه الحرفة خلال أحقاب متفرقة من التاريخ، إضافة إلى تصديرهم البشوت إلى عدد من المناطق السعودية والدول المجاورة خصوصا إلى دول الخليج العربية وسورية والعراق. و يقول عبد الله الحمد: «يبدأ البشت من الأكتاف، وحتى القدمين، وليس له أكمام، ولكن له فتحتين من أجل إخراج اليدين من خلالهما، ويكون البشت مفتوحاً من الأمام ولايحتوي على أي نوع من أنواع الأزرة، ولكن يضاف إليه التطريز على جانبيه من النصف العلوي وحول الرقبة بطرق مختلفة كما أنه يوجد « زري» يبدأ من الكتف إلى فتحة اليدين، ولكن هناك نوعا آخر لا يحتوي على تطريز (الزري)، وممكن ان يستخدم عنها بوجود خيوط أخرى من الإبريسم، تكون مثل لون البشت، يطلق عليها «بخية» بل حتى هذا النوع قد يضاف إليه الزري». وأضاف أن «البشت من ألبسة البدن الخارجية لجميع الرجال، بل حتى الأطفال كانوا يرتدون البشت في الماضي، ولكنه اليوم أصبح من ملابس الحكام والرؤساء والوجهاء وعلماء الدين وكبار القوم، ويتكون من قطعتين رئيستين أفقيتين واحدة تبدأ من الكتف إلى نصف القدم، والثانية تبدأ من النصف إلى أسفل القدمين». وعن تفاصيل المشلح أشار احمد القطان إلى أن «كلمة بشت كلمة فارسية استخدمت في الخليج والعراق على نطاق واسع جداً، وأصبحت محل الكلمة العربية الفصحى وهي العباءة، والبشت يسميه الإيرانيون بوشت، وكلمة بوشت معناها بالفارسية خلف، ومعناه مايلف على الخلف أي مايلبس على الظهر». ويستغرق صانعوه ما بين 10 و15 يوماً للمشلح الواحد فى ذلك الوقت، فى حين أن الآلة النسيجية الحديثة مع تطور التكنولوجيا دخلت في صناعته، لتختصر مدة صناعة البشت الواحد إلى عشرات البشوت يوميا خصوصاً المشلح السورى، تختلف حسب نوعية وطلبات الزبائن، غير أنه ما زال كثير من الشخصيات المعروفة تفضل صناعته يدوياً، بأنامل تجيد وتخبر حرفيته الدقيقة، التي تتحدى الآلة الحديثة في رسم وتطريز البشوت بصورة أكثر جمالية وجودة عالية. واشار القطان إلى وجود طرق رئيسة لخياطة (تطريز) البشت والزري الذهبي: وهي الخيوط الذهبية التي كانت تجلب من فرنسا وتجلب أيضا من الهند، إلا أن هناك نوعا ثالثا اليوم وهو الألماني. والزري الفضي: وهي الخيوط الفضية التي تجلب أيضا من الخارج، وقد تكون تصاميمها تماماً مثل الزري الذهبي أو مختلفة حسب الطلب. وكذلك الخياطة بالبريسم: وفي هذه الطريقة لايحتوي البشت على أي نوع من أنواع الزري، إذ توضع عليه خيوط البريسم بطرق متعددة، وهذه الخيوط هي خيوط حريرية، وهناك طرق حديثة ومنها مزج الزري الذهبي مع الفضي أو مزج الزري الذهبي مع البريسم. وهناك انواع ومسميات للبشت منها الصيفي: سويسري - نجفي - دورقي - سوبر ياباني -ياباني ديلوكس - ياباني - لندني الربيعي : مرينة وبر ديلوكس - مرينة وبر رقم 1 - ونيشن ياباني الشتوي : سوبر كشمير - وبر بوشهر - وبر جبرلوكس. كما ان البشوت الحساوية متنوعة منها البشت الملكي والمنديلي والمقطع والمروبع والمخومس والمتوسع والعريض والوسط والسخيف، و تتنوع ألوان الأقمشة من أسود وعودي وبني وأشقر وسماوي ومحروق. غير أن سماكة الأقمشة تختلف عن بعضها، حيث يتزايد الطلب على نوعية الأقمشة تبعاً لحرارة الأجواء، فالبعض يفضلها ثقيلة في فصل الشتاء، والبعض الآخر يطلبها خفيفة في فصل الصيف. وأشهر أنواع البشوت الحساوية المصنوعة هي البدراني والنجفي والكيلاني والوبر التين والسدونية والبهبان. و تتفاوت أسعار البشوت من 1000ريال ويصل الى اكثر من 20000 ريال، وذلك حسب نوعية القماش وتطريزه والزرى المعمول منة، وخاصة اذا من قام بة من الخياطين البارعين والمشهورين بخياطة المشلح الأحسائى.