تحول الغطاء النباتي في محافظة العلا إلى أرض جرداء بفعل اعتداء المحتطبين الذين لم يكلوا يستأصلون الأخضر واليابس بجشع وشراهة، متسلحين بمعدات ومناشير ذات قدرة فائقة على قطع أكبر قدر ممكن من الأشجار البرية في فترة وجيزة، كما تتعرض البيئات البرية والطبيعية إلى العبث الذي طال الكائنات الصحراويّة والحيوانات الفطريّة من خلال عمليات الصيد الجائر الذي يعتبرها البعض مجرد هواية لاغير، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي العلا الذين أبدوا قلقهم إزاء هذا الوضع المتأزم. وناشد عدد من أهالي محافظة العلا المسؤولين في الهيئة السعودية للحياة الفطرية بعمل محميات للثروات النباتية والحيوانات الفطريّة التي تحيط بالمحافظة من عدة اتجاهات، وقالوا ل«عكاظ» :إن السعي وراء الكسب السريع وتوفير الحطب قبل بدء الشتاء وبرودة الجو تمهيدا لبيعها هو السبب الأول الذي يهدد حياة الغطاء النباتي وينبئ بمستقبل جاف صحراوي، إلى جانب الصيد الجائر الذي يمارس من قبل بعض ضعاف النفوس بهدف التسلية دون حماية أو رقابة فاعلة من قبل الجهات المعنية. يقول محمد عليان «عام تلو الآخر ترى الفيافي والأماكن الصحراويّة تتجرّد من غطائها النباتي ،والحيوانات البرية بدأت دخول حيز الانقراض بسبب الصيد والاحتطاب الذي يمارس بلا هوادة دون أن تحرك جهات الاختصاص ساكنا». في حين يطالب سعود ضيف الله الجهات المعنية بتفعيل مواد عقابية لوضع حد للمعتدين على هذه الثروات الفطرية، وزاد «في السابق عندما نخرج في رحلات برية ترى الحيوانات البرية تنتشر بشكل لافت وكانت الصحارى أكثر تنوعا وثراء في العقود الماضية إلا أن تلك المشاهد أصبحت ضربا من الماضي ولم تعد تظهر إلا في النادر». ويؤيده الرأي صالح إبراهيم قائلا «هناك من يتعدى على الحياة البرية بشكل عام، والنتيجة تقلص مساحات الرقعة الخضراء والقضاء على الحيوانات البرية في الصحارى والبراري المحيطة بالعلا، والاعتداء يسير بوتيرة متسارعة خصوصا على الأشجار الصحراوية». من جهته قال مدير الإعلام والتوعية البيئية بالهيئة العامة السعودية للحياة الفطرية خالد البصري «لم تصل إلينا أي مطالب من المواطنين بهذا الخصوص، وآمل منهم التقدم لنا في كل ما من شأنه الحفاظ على ثرواتنا الوطنية وإنمائها، ونحن في الهيئة حريصون كل الحرص على هذا الأمر، ونرحب بمقترحات الأهالي ونتفاعل مع أي مطالب في هذا الصدد حيث سيسهم تدشين مطار العلا الجديد في حال اقتضى الأمر إلى إيجاد وإنشاء محمية طبيعية».