هذا منتجع بناه رجل عبقري مستنير أراده مثاليا صالحا كاملا كقطعة فنية رائعة تغسلها مياه البحر من كل جانب تفوق الوصف في روعتها وبركتها.. جعلها تاج المنتجعات السياحية في المملكة.. وصنع فيها (مرينا) تطل عليها مشربيات أنيقة يرتفع إغراؤها السري بسبب الضوء الخافت الذي ينبعث من كل زاوية. وأصبحت مسكنا لنا نأوي إليه ومكانا محببا يقصده الناس.. إلا أن هذا كله انقلب رأسا على عقب وتحول إلى النقيض.. تهشم كل شيء مثل قشرة البيضة.. كنت أعبر الطريق المؤدي إلى هذا المنتجع هادئا وخفيفا كغيمة.. أصبح هذا الطريق عقابا أليما وخزينة ذكريات أليمة لي.. الكثير اختفوا في هذا الطريق ولم يعودوا ولكل ضحية قصتها.. كنت أحد الذين يفترض أن يختفوا في هذا الطريق قبل عام لولا إرادة الله.. ما حدث لي يجعل أفلام الرعب روايات أطفال. كلما أتذكر تفاصيل الحادث شعيرات جسمي تنتصب.. فالحفر في هذا الطريق معالم ثابتة.. طريق معتم مغمور بالظلام، عالم أسود يلتهم كل شيء ويبث الذعر فيك.. طريق مملوء بالثقوب تنتشر كخيوط العنكبوت تصطاد الآدميين، والكتل الخرسانية الضخمة أصبحت كالجمل الاعتراضية والتحويلات فخاخ.. تستقبلك نقاط تفتيش متداعية لا أحد فيها معظم الوقت.. ما أن تتجول داخل المنتجع حتى يصيبك شعور بالشلل فلا شيء يدهشك فيه أو يحرك مشاعرك.. المنتجع متهالك.. مهترئ مثل فك مومياء نخر من السوس.. مهمل. فمعظم الوحدات والفلل فقدت ألوانها منذ زمن، وزجاج النوافذ مهشم ومصراع الشبابيك يغطيه الصدأ والأبواب الخشبية تآكلت.. الحدائق أصبحت يابسة والنخيل العالي ينحني بلا تهذيب، وغسيل (الحراس) يزين الشرفات. أما الفوضى فأصبحت عنوان المكان وذلك نتيجة (الإيجار العشوائي). لم يعد هناك جيران.. صار الجار مجموعة من بعض المستأجرين غير المهذبين الذين ينحشرون في وحدة.. مشاكسين. بشر مدمنون على النزاع.. قليلو الوعي واحترام خصوصية الآخرين.. يمشطون الطرقات طولا وعرضا بطريقة جامحة وسافرة ويلوثون الهواء الصافي بدخان الإطارات السوداء والكوابح. شباب محرر من كل قيد كالتيار يصفعك بتصرفاته ويمضي.. أغان رخيصة تتصاعد من عربات زاعقة كأنها صور من أحد (الكليبات). غرباء طارئون متعاقبون يقذفون بالنفايات والألفاظ ويتركون بقايا الأطعمة على قارعة الطريق.. أطفال ماجنون لم يبلغوا سن الرشد يتطايرون في الطرقات يقودون عربات بسرعة وبلا هدف بالكاد تراه خلف المقود كأنه كائن غير مرئي. مربيات الأطفال يتحدثن مع السائقين والأطفال ينتقلون من رصيف إلى آخر يمارسون رقصة الموت.. موسيقى عنيفة الإيقاع عالية صاخبة لايحلو لهم سماعها إلا بعد منتصف الليل ورسوم تنتشر على الأسوار بشكل عبثي أحدهم كتب بخط ركيك (أروح لمين). كانت تلك العبارة لسان حالي أرددها كلاعب رفع أثقال صبور .. هذه مشاعر ومأساة إنسان يسكن في هذا المنتجع وذاق الأمرين أضعها على هذه الصفحة كبحار لايملك شراعا فيبحر بقلبه الممزق.. فهل من مستجيب!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 134 مسافة ثم الرسالة