في بدء الخليقة كان هناك آدم، أما في بدء الاقتصاد فقد كان هناك آدم آخر. في عام 1776م ظهر الاقتصاد السياسي كأحد العلوم الاجتماعية مع ظهور كتاب «ثروة الأمم» ل آدم سميث وجاء من بعده ريكاردو ومالتس وجون ستيوارت حيث وضع كل واحد منهم كتابا عن الاقتصاد السياسي وبذلك ظهرت النظرية التقليدية أو الكلاسيكية في علم الاقتصاد. ولعل من أبرز المقالات الاقتصادية التي كتبت في المملكة تلك التي كتبها الدكتور علي الجهني والتي جمعها لاحقاً في كتاب منشور باسم «النخلة الاقتصادية». يرى الجهني أن أهم أساسيات علم الاقتصاد بمدارسه القديمة والحديثة هو الفهم المتعمق لمعنى «الندرة النسبية» والفرق بين مستوى الطلب والكمية المطلوبة في أي لحظة زمنية. لكن أبرز ما استخلصه الدكتور الجهني كان نظرية «قيمة العمل» التي توصل إليها سميث حيث يرى بأنها أهم ما في تحليل سميث من أخطاء وهو أجسمها لأنها قادته إلى استنتاجات كثيرة ثبت بطلانها رغم أهميتها على مسار تاريخ الإنسانية كله. ولعل نظرية المنفعة التي طرحها الجهني والتي أتى بها الاقتصاديون النمساويون والتي تنص على أن ما ندفعه للأشياء من أثمان هو مقدار الاستفادة منها وليس قيمة العمل الذي بذل فيها يقودنا بالنتيجة إلى مقال هام كتبه الدكتور عبدالعزيز الدخيل في صحيفة «الشرق» بتاريخ 16 محرم عن لعنة الوفرة المالية. ويرى الدخيل بأن الوفرة في الثروة عندما تنشأ في الدول تؤدي إلى زيادة ودعم مركزية الدول وسطوتها. ويؤكد على أنقاض نظرية قيمة العمل بأن الوفرة المالية دون انضباط تؤدي إلى اهتزاز وضعف الطبيعة البشرية لدى الإنسان والتي تربط بين الجهد والأجر عندما يرى الإنسان المال ينساب على البعض أو الغالبية كل حسب وزنه وقدرته على استجلاب الأموال من أبواب مختلفة إلا من باب الجهد والعمل. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة