• تقدم لخطبتي شاب يتمتع بسيرة عطرة ومستوى تعليمي جيد وحالة مادية مقتدرة، وبعد فترة من الزمن تبدل الحال، إذ انقلب حبي له كراهية ولا أعرف لذلك سببا واضحا، سعيت جاهدة في سبيل فسخ خطوبتي منه وكان لي ما أردت، وسط دهشة واستنكار الأهل والأقارب. وبعد مرور عام تقريبا وافقت على خطبة شاب آخر وبشكل سريع، كوني أصبحت فريسة سهلة لأوهامي وعزلتي ولا سيما بعد زواج أخواتي جميعهن وانتقالهن لحياة جديدة، ولكنني للأسف سمعت عن العريس الجديد من أقاربي أنه غريب الأطوار وذو مزاج متقلب، مما جعل عاطفتي تتغير نحوه، لأصبح بعدها أسيرة غرفتي وحبيسة حيرتي. ماذا أفعل، هل أفسخ خطوبتي منه أم أبقي الحال على ما هو عليه، أرشدوني؟ الحائرة منيرة (الطائف) بعرض قصتك على الأخصائي النفسي في مركز العلاج النفسي في مستشفى الصحة النفسية بالطائف الدكتور مسفر يحيى القحطاني قال: التسرع يا أخت منيرة في اتخاذ القرارات وخصوصا القرارات المصيرية (كالزواج مثلا) وعدم تقدير العواقب لا يؤدي إلا إلى أسوأ النتائج، فأنت تنقصك الخبرة الكافية بأمور الحياة عموما، فقد تسرعت في الموافقة على خطبة الشاب الأول، وفي فسخ خطوبتك منه، ويتكرر الخطأ مع الشاب الآخر، وأنت الآن في حيرة من أمرك لأنك ما عدت ترغبين في أن يكون زوجك بالصفات التي ذكرت في فحوى رسالتك. هذه الحيرة أوقعت نفسك فيها، فما سمعته عن خطيبك لا يشكل في واقع الحال أهمية قياسا بأهمية وخطورة القبول بزيجة يعتريها انعدام الثقة والشكوك منذ البداية إن كان الأمر كذلك. لذلك أنصحك بالتريث وعدم التسرع هذه المرة، فلا دليل على ما سمعته ولا مبرر لما تخشينه، ولو فرضنا جدلا أنه متغير الحال ومتقلب المزاج، فما المانع، فتغير حال النفس الإنسانية وتقلب المزاج أمر وارد، فلا يوجد أحد يتمتع بكامل مظاهر الصحة النفسية، فالكمال أو السوية المطلقة خرافة أو مثل أعلى نقترب منه بدرجة ما أو بأخرى ولكن لا نبلغه أبدا. ولك أن تستخيري وتتثبتي لتطمئني لدينه وخلقه، ولكن دون مبالغة، وما يدريك لعل الله سبحانه وتعالى يجعل من هذا الشاب خير زوج لك وخير معين.