عمري (26عاما)، تقدم لخطبتي الكثير من الشبان وافق عليهم أهلي في ظاهر الأمر أما باطنه فهم غير راغبين فيهم لأنهم ينظرون إليهم أنهم أقل منهم مستوى، فأهلي اتبعوا أسلوب الموافقة المبطنة حتى لا يقال عنهم إنهم منعوني من حق مشروع، وبعد ذلك تبدأ الحرب النفسية الموجهة ضدي بعنف لا يمكن تحمله، إهانات وسخرية وغيرها الكثير حتى أفقد ثقتي بنفسي، ما ألبث أن أفسخ خطبتي بنفسي ودون طلب من أحد من أهلي، وعندما أصاب بحالة حزن يلومونني بأنني أنا من اختار فسخ الخطبة وينكرون دورهم القاسي في تعذيبي، ليست هنا مشكلتي، مشكلتي بدأت بعدما تعرفت لأول مرة في حياتي على شاب من جنسية عربية، كان القلب الذي يحمل شكواي من أهلي، اعتبرته في البداية أخا لي، لكن سرعان ما وجدته الشخص الوحيد القادر على سماعي، أحببته وبادلني نفس الشعور، وكنت له الحبيبة وقلب الأم التي فقدها أخيرا، فهو أخ وحيد بين أخواته البنات، طلب مني التقدم لخطبتي، وتحدثت مع والدتي في الأمر سخرت بشدة ظنا منها أنني لست جادة، وقطعت علاقتي به بعدما قال لي إنه لن يربط قلب فتاة دون زواج، وأصبحت لا أعرف ماذا أفعل؟ أريد أن أنتقم من نفسي ولا أعرف كيف ذلك. أرجوك ألا تهمل رسالتي هذه، أريد حلا سريعا. قل لي ماذا أفعل، أريد أن أخبرك أني لم أعرف يوما ماذا يعني حضن الأم والأب، وهل حقا هناك دفء في حضنهما أم لا؟ أتمنى أن أعرف ذلك؟ فوالداي أقسى من أن يضماني. ابنتك/ أ... الحائرة هناك عدة نقاط جوهرية ينبغي التركيز عليها في رسالتك أولها أنك اتهمت أهلك بأنهم وراء كل خطبة يتم فسخها من قبلك وأنهم هم الذين يؤثرون عليك عن طريق إيحاءاتهم الكثيرة والسخرية منك مما يدفعك في نهاية المطاف لفسخ الخطبة، ثم يلومونك كما ذكرت على قرارك، وثاني هذه النقاط تلك العلاقة التي نشأت بينك وبين ذلك الشاب الذي يحمل جنسية عربية وأنك تعلقت به وتعلمين مسبقا أن أهلك لن يوافقوا عليه لو تقدم من منطلق قناعتك بأنهم لم يرتاحوا للشباب السعوديين الذين تقدموا لخطبتك وهم من غير أصحاب النسب الذين يرتاح أهلك لهم. ويبدو لي أنك تتحملين جزءا كبيرا من المسؤولية في القرارات التي اتخذتها ومن ثم نسبتها إلى أهلك من خلال سخريتهم ونقدهم لك، وهذا قول تحتاجين إلى إعادة النظر فيه، فإذا كان أهلك يهمهم النسب إلى الحد الهائل كما صورته فلماذا يوافقون على شباب عاديين لا يتمتعون بالنسب الذي يريدونه؟ أنا قد أفهم حرص أهلك على موضوع النسب، ولكنهم ومن خلال ما تقولينه ليسوا متشنجين عند هذه المسألة بدليل أنهم وافقوا على أكثر من شاب لا يتمتع بالشروط التي تحدثت عنها، أما عن الشاب الذي تعلقت به، فأنا أكبر فيه ابتعاده عن الارتباط بك بعدما عرف أن أهلك لن يوافقوا عليه، وكان عاقلا حين تعامل مع المسألة بشكل موضوعي لأن استمرار تعلقك به سوف يزيد من مشكلتك تعقيدا، لاسيما أنك تعلمين علم اليقين أن هناك صعوبة في موافقة أهلك والمسألة هنا أنني لا أناقش ما ينبغي أن يكون فأنا معك بأن مرجعيتنا في مثل هذه الأمور ما يقوله الله ورسوله والقاعدة الأساسية قوله عليه الصلاة والسلام: «إن جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه»، ولكننا مضطرون أن نتعامل مع المسألة بواقعية، فأنت لا تملكين أي قدرة على إقناع أهلك بالموافقة عليه، وبالتالي فإن استمرار هذه العلاقة لن يجدي إطلاقا، ونصيحتي لك أن ترجعي لنفسك وتحاسبيها على ما تعانيه من ضعف فأنت جعلت من نفسك أداة لنقد أهلك وسخريتهم فإن كان شاب قد تقدم لك ووافق أهلك عليه وصار خطيبا لك فلم تسمحي لسخريتهم ونقدهم أن يلعبا بقرارك، احرصي على قبول رجل بصفات جيدة يتقدم لك واحرصي معه على التفاهم والانطلاق لبناء حياة سليمة ودعي من تعليق ترددك وضعفك على أهلك مع ما يمكن أن يكونوا قد وقعوا فيه من أخطاء أو تعصب أو تحيز، فكري دائما بما تستطيعين أنت أن تفعليه وليس بما يمكن أن يفعله الآخرون بك فمصيرك أنت تصنعينه وليس غيرك وحين يرى أهلك أنك سعيدة مع زوجك فلن يملكوا إلا أن يفرحوا لفرحك ويسعدوا بسعادتك