فجعت الأمة الإسلامية بوفاة أحد علمائها البارزين صباح أمس، الدكتور محمد الحبيب بلخوجة الأمين العام الأسبق لمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمفتي العام لتونس الأسبق، عن عم يناهز 90 عاما. إلى ذلك، نعي المجمع أمينه العام الأسبق على لسان أمينه الحالي الدكتور أحمد خالد بابكر، حيث أكد أن الفقيد أحد العلماء البارزين الذين بذلوا حياتهم في سبيل خدمة الدعوة ونشر علوم الشريعة وقيادة مؤسساتها، وإزاء هذا المصاب لا نملك إلا أن نقول كما أمرنا ربنا في كتابه الكريم : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) داعين الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته وأن يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يلهم أهله وتلامذته الصبر والسلوان، وأن يعوض المسلمين خيرا، إنه سميع مجيب. من جانبه، اعتبر المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن منيع أن وفاة الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الأسبق الدكتور محمد الحبيب بلخوجة، مصيبة كبرى على العالم الإسلامي، وذلك لإسهاماته المتنوعة في خدمة الدين كالبحث والتعليم وما عمله تجاه مجمع الفقه الإسلامي في آخر حياته من تنظيم وثبات، مبينا أن الكلمات التي تقال في وفاته لا توفيه حقه منوها بأن المسافات إن باعدت بيننا وبينه ولكنه في القلوب، لذا ليس أمامنا القول في هذه الفاجعة سوى إنا لله وإنا إليه راجعون، سائلا المولى المغفرة له وأن يتغمده بواسع رحمته. وشغل الفقيد عدة مناصب في تونس والعالم الإسلامي من بينها عميد الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين، ومفتي الديار التونسية، وكان عضوا في العديد من مجامع اللغة العربية والمراكز والهيئات الإسلامية العالمية وله مؤلفات عديدة تشمل مجالات الفتوى والدراسات الإسلامية والبحوث الفقهية. ولد في 24 أكتوبر عام 1922م في تونس، وتخرج من كلية الشرعية في الجامعة الزيتونية، ونال شهادة العالمية عام 1946م، ثم نال الدكتوراه في الآداب العربي من جامعة السربون في فرنسا عام 1964م. عمل مدرسا في الجامعة الزيتونية عام 1951م، وتدرج إلى أستاذ مساعد، ثم إلى أستاذ مشارك، فأستاذ للشريعة والدراسات القرآنية عام 1979م، ثم عميدا لكلية الشريعة وأصول الدين بين عامي 1970 1976م. عين مفتيا للديار التونسية بين عامي 1976 1984م، ثم عين أمينا عام لمجمع الفقه الإسلامي في جدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي عام 1984 واستمر في المنصب حوالي 27 عام.