دخل هجرس بن جمال الديدب الطالب في الصف الثالث الثانوي في مدرسة الشيخ ابن باز في عرعر إلى منزل الأسرة، وإذ بجدته تنادي طالبة المساعدة ولا أحد يسمعها، وعلى الفور هب لمساعدتها وقدم لها ما تريد. كانت هذه الحادثة سببا في أن يتجه تفكير هجرس لاختراع جهاز من شأنه مساعدة كبار السن على تحقيق احتياجاتهم في حالة عدم قدرتهم على ذلك بمساعدة من يكونون معهم. وشرح هجرس الذي كرمه وكيل إمارة منطقة الحدود الشمالية صالح بن عبدالكريم المحيميد فكرة ابتكاره «هو عبارة عن جهاز يوضع على رأس المحتاج وإسوارة توضع على يد من يخدمه، وبالتالي تحقيق التواصل بينهم عن طريق اللسان»، ووصف آلية عمل المساعد الحسي اللاسلكي بأنها «سهلة جدا حيث يوجد زران في القبعة التي يلبسها المحتاج فيرفع الجلد قليلا عن طريق اللسان ليلمس أي زر، ولكل زر وظيفته حيث تضيء اللمبة الموجودة في يد المساعد، فيما تم تحديد الزر الأيمن لطلب الماء والأيسر لدورة المياه». وأضاف الطالب هجرس «المشكلة في عدم قدرة الإنسان على تحقيق متطلباته إما لصعوبة حركته أو صعوبة تنقله نظرا لإعاقته أو كبر سنه، وما شاهدته أثناء دخولي المنزل ونداء جدتي دفعني للتفكير في هذا الاختراع». وعن المواد المستخدمة قال إنها عبارة عن أسلاك ولمبات، مغناطيس، قبعة، ساعة، أزرار، غلاف، آلة تلحيم، ومرسل ومستقبل، مؤكدا أن الجهاز يمكن استخدامه في المستشفيات ومدارس التربية الخاصة وبعض الجهات الحكومية. من جهته، قال مشرف النشاط العلمي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية محمد بن مشحن العنزي، أن اختراع الطالب هجرس، كان أحد الأعمال الفائزة في مسابقة الابتكارات العلمية «بل كان من أميزها، حيث كانت هناك معايير اختبار تم تطبيقها والتأكد من سلامة الاختراع الذكي من هذا الطالب في المرحلة الثانوية». وعبر مدير عام التربية والتعليم في منطقة الحدود الشمالية عبدالرحمن بن أحمد الروساء عن سعادته الكبيرة بما شاهده من ابتكارات علمية «تؤكد أن الطلاب السعوديين مبدعين ولديهم الكثير من الإمكانات»، مشددا على دور وزارة التربية الكبير في تكريم مثل هؤلاء الطلاب ودور النشاط الطلابي الكبير في اكتشاف وصقل مثل هذه المواهب.