تمكن فريق طبي في مستشفى دله في الرياض، من إجراء عملية نادرة وناجحة لطفلة لم تتجاوز تسع سنوات، وتعاني من ميلان في العمود الفقري، وتحدب شديد إثر تشوه خلقي وفتق سحائي. واستأصال الفريق الطبي فقرات مشوهة وتم تقويم انحراف وميلان العمود الفقري، وقد تم فتح الظهر من الخلف وتثبيت العمود الفقري بواسطة أجهزة خاصة حيث عاد الظهر إلى حالته الطبيعية. وأكد استشاري جراحة عظام الأطفال والعمود الفقري في مستشفى دله ورئيس الفريق الجراحي المنفذ للعملية الدكتور عبدالمنعم الصديقي أن العملية التي استغرقت أربع ساعات تعد الأولى على مستوى مستشفيات القطاع الخاص في المملكة. وأوضح الدكتور عبدالمنعم الصديقي أن هذه العملية تعتبر من أخطر العمليات في جراحات العظام والعمود الفقري، وذلك لقربها من الحبل الشوكي والأعصاب المتصلة به، والشرايين الرئيسية في جسم الإنسان، مما تحتاج إلى دقة بالغة لعدم إصابة هذه الأعضاء الهامة، إضافة إلى حاجة هذه العمليات إلى تجهيزات خاصة في غرفة العمليات وفي جناح التنويم وفي طاقم التخدير والحاجة في غالب الأحيان إلى جهاز لتقييم الأعصاب أثناء العمل الجراحي. وقال استشاري جراحة عظام الأطفال إن مثل هذه الحالات تكون واحدة من بين 10 آلاف شخص، مضيفا «تم إدخال المريضة غرفة العناية المركزة بعد الانتهاء من العملية لمدة أربعة أيام، فيما غادرت المستشفى بعد فترة أسبوع من إجراء العملية وذلك بعد تماثلها للشفاء الكامل من آلام التحدب والانحراف». وأشار الدكتور عبدالمنعم الصديقي إلى أن إجراء مثل هذه العمليات يتطلب وجود مراكز متخصصة، تتوافر فيها جميع مستلزمات ومتطلبات إجراء كافة عمليات انحرافات العمود الفقري وتأمين الأجهزة اللازمة مثل جهاز ملاحظة الأعصاب من أحدث الأنواع وتحديد فريق متكامل يشمل طبيين وفنيا وكذلك فريق تخدير متميزا، إلى جانب تأمين جميع الأدوات اللازمة لإجراء الجراحة.