رغم معارضة والديه لفكرة التبرع بأعضائه، أنهى الشاب عبدالعزيز أسامة التركي (26 عاما)، إجراءات تبرعه بكليته لمريض يعاني من فشل كلوي حاد وعلى شفا الموت، لوجه الله تعالى وليس طمعا في مال أو جاه. وذكر التركي أنه يشعر براحة كبيرة في كل مرة يقدم فيها المساعدة لكل من يحتاجها وخاصة المرضى ويضيف «سبب إقدامي على هذا العمل الإنساني هو ما حدث لشقيقة صديقي التي كانت تعاني من مرض فشل كلوي أنهك جسدها الغض لسنوات وأودى بحياتها، ومن لحظتها أخذت عهدا على نفسي بمساعدة المرضى وتخفيف آلامهم ومعاناتهم». وأردف «علمت بمعاناة الشاب وحاجته لزراعة كلية، فأبديت استعدادي للتبرع بكليتي، وخضعت مباشرة للفحوصات الطبية التي أظهرت تطابق الفصيلة، وزاد «نجحت العملية بنسبة مائة في المائة، وكانت سعادتي لا توصف كوني زرعت الأمل في شخص يصارع الموت ولا تجمعني به صلة قرابة ولا معرفة مسبقة». ولم يتوقف عطاء التركي، عند التبرع بكليته، بل تبرع بدمه «20 مرة، وهنا قال «عارض والداي خطوة التبرع في البداية، ولكنهما عادا وأخذا الأمر برحابة صدر بعد اقتناعهما بأن ذلك لوجه الله»، ودعا كل شخص قادر إلى التبرع بأعضائه، لأن هذا العمل يجسد صورة رائعة من صور التواصل والتراحم ويمنح الأمل لمن يعيش الألم، وخلص إلى القول «بعد عام من الآن سوف أتبرع بجزء من كبدي لمن يحتاجه ابتغاء مرضاة الله».