لا يزال الأطفال من الجنسين ينظرون إلى ثقافة الإخلاء والطوارئ حال حدث أمر خطب على أنها تعني الهرب من الخطر المقبل بأية طريقة حتى وإن كانت خاطئة. واستطلعت «عكاظ» آراء الطالبات حيال التصرف وقت حدوث أي طارئ فكان السواد الأعظم منهن على غير دراية بأسس وآليات الهرب من الخطر مع مراعاة المحافظة على السلامة والابتعاد عن التزاحم والتدافع الذي ربما يؤدي أحدهما إلى كارثة إنسانية مغايرة للخطر المراد الهروب منه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن غالبية منسوبات ومنسوبي التربية وطالبات وطلابا لا يجيدون فك طلاسم طفاية الحريق ولا يعرفون آلية استخدامها، إذ تشدد التعليمات على أن يترك الطالب كل شيء خلفه ويتجه لباب الطوارئ المعد سلفا للهرب من الكارثة. تقول طالبة المرحلة الثانوية «غذي»: «مفهوم الطوارئ لدينا يعني اترك حقيبتي ودفاترتي واهرب»، متمنية في الوقت نفسه أن تقدم لهن دورات وورش عمل مكثفة يشرف عليها مختصون تمكنهن من التعامل مع وسائل السلامة حال الخطر. ونوهت طالبة المرحلة المتوسطة «وداد» إلى أنه فور سماع جرس الإنذار فإن ذلك إيذان بالهرب واصفة حال التجارب الفرضية في المدارس بأنها غير مجدية «نتلقى التعليمات بعدم التدافع ولكن في حال وقوع طارئ فالتدافع يصبح سيد الموقف». ومن جهته يقول طالب في الصف الأول المتوسط «إياد» إن مفهوم الطوارئ يتمحور في الفرار إذ أنه على حد تعبيره لا يجيد هو ولا زملاؤه استخدام طفايات الحريق إضافة إلى أن مخارج الطوارئ ضيقة ووضعت فقط بشكل صوري . فيما يذهب عبدالله طالب في المرحلة الثانوية لبعد آخر عن الطوارئ قائلا «من المفترض أن ندرب ونمنح في استخدام وسائل السلامة لأن مفهوم الطوارئ والسلامة لا يقتصر على الإنقاذ في المباني المدرسية بل يمتد ليشمل الإنقاذ في المنزل أو الشارع والأولى أن يبدأ كافة الطلاب أو غالبيتهم بالتدريب المستمر على استخدام طفايات الحريق بشكل جيد». أما «محمد» طالب في المرحلة المتوسطة فيقول «من الأهمية أن يتم اختيار مجموعة من الطلاب في كل فصل ممن يتحلون بالشجاعة والقدرة على استخدام طفايات الحريق حتى يكونوا بمثابة (أصدقاء السلامة) في المدارس ويقومون بدورهم بتدريب الطلاب بإشراف المختصين على إنقاذ أنفسهم ومن حولهم لأن الطوارئ تعني التعامل والسيطرة والحد من سلبيات الموقف». فيما أبدت «سجى» طالبة المرحلة الابتدائية «الخوف من كلمة الطوارئ لأنها تخاف أن لا تجيد التعامل مع الموقف ولكن كل ما تعيه عن مفهوم الطوارئ هو الهروب إلى فناء المدرسة والخروج إلى الشارع».