رغم الانضباط والتأهب الكاملين واليقظة التامة في صالة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، إلا أن الجهات الحكومية المدنية والخاصة المشغلة للمطار تكاد تهدر جمال الصورة في أمور لا تتطلب سوى المتابعة المستمرة والمراجعة والتدقيق والتمحيص، وقبل ذلك كله فرض العقوبات الصارمة على من يتجاوز الأنظمة من المشغلين من قبل الجهات المختصة. فبينما يقف رجال الأمن في كافة أنحاء المطار والصالات الداخلية والخارجية لتغريم من يشعل سيجارة واحدة ب200 ريال حسب النظام المستحدث أخيرا، إلا أنه في المقابل تنتشر أطنان من المخلفات والقمائم بشكل عشوائي، في ظل تكدس الراغبين في مغادرة المملكة من الحجاج. وبحسب مصدر مسؤول في وزارة الحج، فإن تقارير ترفع بشكل دوري ومستمر عن الكثير من الظواهر السلبية من بينها التدني في مستوى النظافة، إلا أنه وبحسب قوله «لا حياة لمن تنادي»، فكل ما تقوم به الوزارة تجاه هذه المشكلة هو فرض العقوبات على الشركة المسؤولة، بيد أن الشركة لديها صدر رحب يقبل كل ما يصدر بحقها من حسومات مالية. وبحسب مصادر عاملة في المرور (تحتفظ «عكاظ» بأسمائهم) فإن عمليات التفويج تلاقي تعارضا كبيرا مع ما يحصل على أرض الواقع خاصة أن أمتعة المسافرين تصل قبلهم إلى المطار وتمكث المركبات التي تحملها داخل المطار باليوم واليومين، ما يسبب تكدسا لمركبات النقل على إثره يتفاقم الازدحام المروري، وهذا بسبب الدور الغائب من النقابة العامة للسيارات ومكتب الوكلاء الموحد. وإزاء ذلك، رصدت «عكاظ» خلال جولتها العديد من حجاج بيت الله الحرام يبحثون عن أمتعتهم بعد أن ألقت بها العمالة على رصيف المطار دون الاكتراث لما قد يسببه ذلك لهم من أذى نفسي، ما يدفع العديد منهم إلى البحث عن حقائبه بنفسه وباجتهادات شخصية، في حين أن مكتب الوكلاء الموحد يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحصل. ورصدت «عكاظ» افتراش العديد من الحجاج داخل وخارج صالات الحجاج في مطار الملك عبد العزيز بشكل عشوائي، في حين اتسمت صالة شحن الأمتعة والمغادرة بحشود الحجيج بشكل لا يليق بسمعة ومكانة المكان، خاصة أن الكثير منهم يفترش الأرض ويلتحف السماء. وأكدت مصادر مسؤولة في صالات الحج والعمرة أنها أوعزت إلى الشركات المشغلة والعاملة في صالة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز بضرورة التشديد والاهتمام الأكثر دقة بمستوى النظافة وغيرها من الخدمات المقدمة، فيما رفضت التعليق على بقية الاستفسارات.