تخلت شركات طيران عربية البارحة الأولى عن نقل 900 زائر في المدينةالمنورة إلى بلدانهم، على رغم تأكيد حجوزاتهم منذ وقت مبكر من مطاري الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، والملك عبد العزيز الدولي، ما دعا وزارة الحج وشركات عمرة إلى إسكانهم في فنادق خمسة نجوم لحين إنهاء أزمتهم. وأكد ل «عكاظ» مدير فرع وزارة الحج في منطقة المدينةالمنورة محمد عبد الرحمن البيجاوي أن إدارته باشرت تأخر خمس رحلات مغادرة تتضمن ثلاث رحلات جوية لبعثات جزائرية، ليبية، وتونسية. وقال البيجاوي إن «شركات الطيران تخلت عن ركابها، إذ وجد 150 زائرا ليبيا في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي أمس ينتظرون موعد مغادرتهم على رحلة لشركة الطيران الليبية أخلت باتفاقها مع الزوار، فتم إسكانهم في فندق خمسة نجوم في المنطقة المركزية». وأوضح مدير فرع الوزارة أن ثلاث رحلات جوية تضم زوارا من البعثة الجزائرية كان مقررا مغادرتها أمس، إلا أن موعد إقلاعها تأخر، بسبب إخلال شركة الطيران باتفاقها مع الركاب، إذ جرى إلزام شركة العمرة بتأمين سكن لهم، حتى موعد مغادرتهم. ولفت البيجاوي أن فرع الوزارة، ومسؤولي لجنة الحج المركزية في المنطقة باشروا أمس حالة تأخر مغادرة نحو 300 زائر تونسي إلى بلدانهم عن طريق مطار جدة، ما دعا إلى سرعة تأمين إسكانهم في المنطقة المركزية، حتى موعد نقلهم إلى بلدانهم برا أو إلزام شركة الطيران بنقلهم. ونبه عدد من الزوار المتعثرين في حديث ل «عكاظ» أنهم وصلوا للمدينة المنورة ليلة العيد وأمضوا خمسة أيام، إذ تعثرت مغادرتهم لأكثر من 48 ساعة، مؤكدين أن إخلال شركات الطيران أرهقهم وتسببت في ضررهم. ورصدت «عكاظ» أمس تكدس أمتعة الزوار في بهو أحد الفنادق في المنطقة المركزية، بانتظار تحديد موعد مغادرتهم جوا أو برا، في حين عمدت لجنة الحج في المنطقة إلى تهدئة الزوار وطمأنتهم بإمكانية نقلهم خلال الساعات القليلة المقبلة. وفي ذات السياق، شهدت الصالة الشمالية في مطار الملك عبد العزيز في محافظة جدة أمس تكدسا للمعتمرين، إذ رفض وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة عيسى رواس التعليق على هذه الأزمة دون مبرر. وأكد ل «عكاظ» المهندس سمير ميرة من إدارة المطار، وجود كثافة كبيرة في أعداد المعتمرين، لضغط الرحلات المغادرة، ما تسبب في تعطيل أنظمة النظافة والخدمات داخل الصالة. وقال ميرة «يوجد تشغيل للرحلات غير عادي كما يحدث سنويا في مثل هذه الأوقات بسبب العمرة، إذ يحضر للصالة 500 راكب كل ساعتين، مما يتسبب في تجمع أكثر من أربعة آلاف معتمر خلال ست ساعات خلال هذه الفترة». وأوضح ميرة أن الصالة الشمالية ستشهد زحاما لثلاثة أيام، ومن ثم يبدأ التكدس بالانخفاض تدريجيا حتى 15 من شوال كآخر موعد للرحلات المغادرة، داعيا وزارة الحج لضرورة توعية الزوار والمعتمرين عبر تقديم النصح والإرشاد خلال مغادرتهم للمطار، إذ تواجه المرافق في الصالة الشمالية سلوكيات خاطئة يجب معالجتها. ولفت ميرة أن كل راكب لديه ما بين 5 6 قطع من الأمتعة، ما يعني أن الرحلة الواحدة التي تستوعب 500 راكب، يرافقهم نحو ألفي قطعة من الأمتعة، إذ أن هذه العوامل شكلت ضغوطات أثرت على أنظمة الصالة، إضافة إلى وجود جنسيات تصنع الفوضى في حال تأخر موعد إقلاع رحلاتهم. من جهته، نبه رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة المقدسة سعد القرشي، أن مجموعة من المعتمرين ممن أنهوا عمرتهم يحاولون العودة لبلدانهم عبر التواجد في الصالة الشمالية قبل موعد رحلاتهم المقررة حسب جدول الرحلات، ظنا منهم بإمكانية استعجال رحلاتهم عبر طريقة تكدسهم وإرباكهم لأنظمة المطار. وأشار القرشي إلى أنه يتم إعادة من يحاول المغادرة قبل موعد رحلته إلى الفندق، إذ تتكفل شركة الحج والعمرة بمصاريف السكن، لحين الانتهاء من تأكيد الحجز وموعد المغادرة.