أبلغت «عكاظ» مصادر مطلعة أن شركات النقل الداخلية، هي وراء ارتفاع أسعار حملات الحج في مؤسسات وشركات حجاج الداخل هذا العام. وأوضحت أن مبالغة الشركات في رسوم تأجير حافلاتها على ملاك حملات الحج دعتهم إلى رفع الأسعار إلى أكثر من 40 في المائة. وقالت إن مؤسسات وشركات حجاج الداخل كانت تعتمد في السابق على استقدام حافلات مع سائقيها من خارج المملكة، وخصوصا من سوريا، إلا أن الاضطرابات السياسية التي تشهدها، دعت ملاك الحملات إلى استئجار حافلات من شركات النقل الداخلية برسوم ومبالغ تفوق مبالغ شركات النقل من خارج المملكة بأكثر من 120 في المائة، وهو ما دعاهم إلى رفع الأسعار لتعويض خسارتهم. وأكدت المصادر نفسها أن مؤسسات وشركات حجاج الداخل بدأت تبحث مع وزارة الحج في إيجاد بدائل عن الشركات الداخلية للنقل والمواصلات في حملاتهم من خارج المملكة تساهم في تخفيض أسعار الحملات العام المقبل، وهو الأمر الذي شجعت عليه الوزارة أملا في القضاء على الحج غير النظامي الذي يلجأ إليه البعض نظرا لارتفاع أسعار الحملات. وأوضح ل «عكاظ» الباحث في اقتصاديات الحج والعمرة عبد الله الزهراني أن أسعار حملات الحج تعتمد على الخدمات المقدمة للحجاج، ومنها وسائل النقل التي تشكل نسبة كبيرة في تحديد سعر الحملة، مشيرا إلى أن رسوم شركات النقل الخارجي، والتي تأتي غالبيتها من سوريا، كانت لا تتجاوز 20 ألف ريال في الموسم مع سائق الحافلة، عكس شركات النقل الداخلية التي وصلت رسوم تأجير حافلاتها إلى أكثر من 50 ألف ريال، ومن الطبيعي أن يكون هذا سبب رفع أسعار الحملات هذا العام، لا سيما أن بعض الحملات الكبيرة تحتاج إلى عدد كبير من الحافلات. وقال الزهراني إن ذلك دعا بعض الحملات إلى القفز بأسعار حملاتها للحاج الواحد من خمسة آلاف ريال إلى ثمانية آلاف ريال، وهو ما يراه الغالبية سعرا عاليا، خصوصا للعائلات الكبيرة التي ترغب الحج، مشيرا إلى أن ذلك أحد أسباب لجوء البعض للحج غير النظامي. وأضاف أن وزارة الحج تبحث في كل عام مع مؤسسات وشركات حجاج الداخل في توفير أفضل الخدمات للحجاج بأقل الأسعار، سعيا منها لتخفيض حملات الحج في الأعوام المقبلة، ومنها برنامج الحج منخفض التكلفة الذي تعمل به بعض الشركات والذي لا تتجاوز فيه سعر بعض الحملات ألفي ريال، مؤكدا أن الإجراءات التنظيمية التي تسعى الوزارة إلى تطبيقها في الأعوام المقبلة ستساهم بشكل كبير في تخفيض حملات الحج بنسبة كبيرة.