أثار تنصل النظام السوري من تنفيذ المبادرة العربية القاضية بوقف المظاهر المسلحة في البلاد ردود فعل عالمية بعد سقوط أكثر من عشرين قتيل على يد قوات الأمن السورية في جمعة التظاهر ضد الطغاة، كما أطلق عليها الناشطون. وبعد أن دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية الناشطين السوريين إلى عدم تسليم أنفسهم وفق دعوة وزارة الداخلية السورية، انتقدت الحكومة السورية في بيان لها أمس تدخل الولاياتالمتحدة في الشؤون الداخلية السورية، حسبما أفاد البيان. وأكدت وزارة الخارجية السورية في بيانها إن الحكومة السورية تدين التصريحات غير المسؤولة للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند والتي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تهدف إلى إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين السوريين. وتعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون أنفسهم إليها في مهلة ثمانية أيام، وفق ما أورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة. وقال التلفزيون السوري ووكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إن وزارة الداخلية تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح أو باعوه أو عملوا على توزيعه أونقله أو شرائه أو تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار إلى تركهم فورا وذلك خلال الفترة الممتدة من الخامس إلى الثاني عشر من نوفمبر (تشرين الثاني). لكن وزارة الخارجية الأمريكية نصحت الجمعة السوريين بعدم تسليم أنفسهم إلى نظام الرئيس بشار الأسد. وخلصت الخارجية السورية إلى القول: إن الحكومة السورية تطالب المجتمع الدولي بالوقوف في وجه هذه السياسات التي تتناقض مع أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله. إلى ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة مدنيين قتلوا أمس في حمص التي تشهد حركة احتجاج واسعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في قصف كثيف بالمدفعية الثقيلة. من جهة أخرى، أعلن المرصد أن أربعة مسلحين موالين للنظام قتلوا في محافظة إدلب في اشتباكات مع فارين من الجيش. وقال المرصد: إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في حي بابا عمرو إثر القصف بالرشاشات الثقيلة وإطلاق الرصاص. وأضاف إنه في حمص أيضا عثر على جثماني شخصين في حيي الخالدية وباب الدريب، موضحا أن الجثتين تحملان آثار تعذيب وتنكيل. هذا وحذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس من أنه في حال فشل خطة العمل العربية لتسوية الأزمة في سورية فسيكون لذلك عواقب «كارثية» بالنسبة لسورية والمنطقة، داعيا دمشق إلى وقف «نزيف الدم». وقال العربي وفق بيان صادر عن الجامعة العربية إن «فشل الحل العربي سيكون له نتائج كارثية على الوضع في سورية والمنطقة بمجملها»، في إشارة إلى الخطة العربية لوقف أعمال العنف وبدء حوار وطني.