اليوم هو التاسع من شهر ذي الحجة، يوم توجه الحجاج إلى عرفات، وهو أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها خلال العام بأكمله، وقد وردت في فضل هذا اليوم كثير من الأحاديث، فهو يوم تغفر فيه الذنوب وتعتق الرقاب من النار، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة». وأن «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»، وأن صيامه يكفر عاما قبله وعاما بعده. من يقرأ عن فضل هذا اليوم وبركته لا يملك سوى أن يحمد الله أن من على عباده بمثل هذا اليوم الذي يتيح لهم فيه فرصة التوبة والاستغفار والتطهر من الذنوب. ففي هذا اليوم العظيم تفتح أبواب الرحمة وتتاح الفرص واسعة لقبول توبة التائبين وإجابة استغفار المستغفرين ورحمة المسترحمين، فيوم عرفة لا تخص بركته الواقفين في ساحة عرفات فقط، إنما هي بركة أرادها الرحمن أن تكون عامة شاملة تغمر جميع عباده المؤمنين في أية بقعة من الأرض كانوا. كم نحن محظوظون أن رزقنا يوما في العام نغتسل فيه من أدراننا ونتطهر من أوضارنا، كم نحن محظوظون أن ننال مثل هذه الفرصة التي تتيح لنا أن نتخفف من ثقل ما حملنا على ظهورنا من الأوزار والخطايا والتقصير عبر عام كامل. ولكن كم منا الذين يدركون ذلك فيبادرون إلى استثمار هذا اليوم واقتناص ما أتيح لهم فيه من الخير فيعرضون ولو لبعض الوقت عن ملهيات الدنيا والركض وراءها ليتفرغوا لذكر الرحمن والتقرب إليه بالاستغفار والدعاء والذكر!! إننا نظل نتخبط طويلا في سواد خطايانا، وظلمات ضلالنا، ولكن ما أن نشق طريقنا إلى الله حتى تهبط علينا الراحة ويغمر قلوبنا نور الهدى فننسى متاعبنا وينزاح عن قلوبنا ما كان يثقلها فما نعود نستشعر سوى أننا بين يدي الرحمن الرحيم نستغفره فيغفر لنا، ونسترحمه فيرحمنا، ونسأله فيعطينا، ونستجير به فيجيرنا. حين يقضم الحزن قلبك، وحين تعصر الآلام أعصابك، وحين تطيح بك عواصف الزمن وتضيق عليك جدران الحياة فتظل تتلفت من حولك تبحث عن ملاذ تستكين عنده تستمد منه الشعور بالطمأنينة والأمن والرضى، لا شيء ينجدك من معاناتك مثل ومضة إيمان تسطع في قلبك المتعب فيشع سناها في الروح أمنا وسلاما وسكينة. اللهم احفظ علينا نعمة الإيمان وثبته في قلوبنا، واجعلنا لك دائما من الذاكرين الشاكرين التائبين الأوابين. تقبل الله صيامكم ودعاءكم وحجكم وكل عام وأنتم في هدى ورحمة. فاكس: 4555382-01 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة