لا يذكر التعليم الأهلي في المملكة، إلا ويذكر الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) داعما لمسيرة التعليم العالي والأهلي، وذلك لتبني سموه رحمه الله إنشاء الكثير من المؤسسات التعليمية، التي تعنى بتقديم العلوم للشباب من أجل تزويدهم بعلوم العصر التي تؤهلهم لمواكبة التقدم العلمي في كل المستويات. وتعد جامعة فهد بن سلطان في تبوك أحد الصروح العلمية التي دشنها سموه رحمه الله، فقد أدرك سلطان الخير أن العلم يمثل القاعدة التي تنطلق منها النهضة الشاملة لكل أمة. وسلطان الخير لم يغب عن تبوك منذ أن كان وزيرا للدفاع والطيران ففي كل عام كانت المنطقة تحظى بزيارته يلتقي من خلالها بأبنائه في القوات المسلحة وبالمواطنين، وكان الجميع يسعدون بهذه الزيارة الميمونة التي تجسد العلاقة الحميمة بين القيادة والشعب وهي امتداد للتواصل بين المسؤولين في وطننا الحبيب. ويكفي تبوك فخرا عندما سئل ذات مرة عن تبوك فقال: (إنها سواد العين). هذه المنطقة التي شهدت على يدي سموه يرحمه الله العديد من المشاريع التنموية التي ساهمت في الارتقاء بالمنطقة. ولازلت أتذكر أن سلطان الخير كان آخر مشروع دشنه في تبوك هو افتتاحه لمبنى جامعة فهد بن سلطان الأهلية في عام 1430ه، ومنذ أن وضع سموه يرحمه الله اللبنة الأولى لحجر الأساس عام 1424ه، لتشكل الجامعة إضافة قوية للتعليم في المنطقة وتسهم في حراك التعليم العالي المتخصص لأبناء شمال المملكة. وكم كنت سعيدا باللحظة التي تشرفت بها وأنا أشرح لسلطان الخير عن هذا الصرح العلمي من خلال المجسم الخاص بهذه المناسبة، فما أسعد تبوك وأهلها وسلطان الخير بينهم ويقودهم إلى قطف ثمرات مباركة من ثمار نهضة وتقدم هذا الوطن المعطاء.. إنني أجد نفسي مقصرا عند الحديث عن فقيد الأمتين العربية والإسلامية ولكن حسبنا بالقلادة من أحاط بالعنق، وإذا كان مجد الأمم وشعوبها لا يستقيم بناؤه إلا بجهد المخلصين العظماء فإن سلطان الخير هو أحد هؤلاء العظماء من الرجال الذين يستحقون أن يفخر بهم شعبهم وأمتهم لما له من عطاء مخلص، لا تخطئه الأعين. فإلى جنات الخلد يا أبا خالد. د. محمد بن عبدالله اللحيدان مدير عام التربية والتعليم في منطقة تبوك.