الذكريات هي ومضات من الأشواق والآهات وبقايا من عطر الأمس وحنين اليوم وغربة الفراق ولهفة اللقاء عندما تهفو أرواحنا للرحيل ونحزم حقائب مشاعرنا للغياب ونستعد إلى إلقاء تلويحة الوداع على الأطلال والأحبة لا يبقى في أعماقنا سوى عبير الذكريات الممزوج بنسائم آمال العودة أو هبوب أحزان الشتات.. الذكريات أصدق اتصال بين قلوب العشاق عندما تنقطع سبل الحوارات المباشرة.. ما أجمل العيش على ضفاف الذكريات وتقليب صفحاتها.. الذكريات نافذة مضيئة نطل من خلالها إلى ملامح من نحتاج لنسمة وجودهم في حياتنا.. الذكريات في داخلنا ذاك الشعور النبيل الذي يسهل تخليده في الأذهان إلى آخر فصول العمر، وذلك الحلم الممتع الذي يدوم إلى مالا نهاية.. أيها القلب الذي تسكنني المثقل بالأشجان إذا تعطلت لغة أمانيك ولم يعد هناك في خلجاتك من همزة شوق سوى الرسائل المغلفة بعبق الأنين والحنين للماضي، خذ همساتي وآهاتي إلى شاطئ المحبين، وابلغ: من غاب عن عالمي وأنا أعلم يقينا بأنه لن يعود إلي مرة أخرى بأنني سأبقى محتفظا بتلك الأيام الخوالي المفعمة بروح الذكريات الجميلة.. وخذ من حناياي قوافل من العتاب إلى ذلك الصديق العزيز الذي ما أن سمع كلام الوشاة إلا وجعل منه فراقا بيني وبينه وتناسى مع مرور الوقت تفاصيل مشوارنا وذكرياتنا الفريدة بحلاوتها ومرارتها دون أن يكلف نفسه بالبحث عن الحقيقة الغائبة. عبد الله الطفيلي