الذي يقرأ الصحافة ويدقق في ما يطرح من أخبار وما يدون من آراء يدرك أننا نعيش أزمات مركبة، وأن كل هذه الآراء والأفكار المطروحة تدور حول السطح، لكننا نادرا ما ننفذ إلى جوهر هذه الأزمات. نعاني من ضياع هوية في طريقة التعاطي مع هذه الأزمات التي هي من صنع أنفسنا، ففي الوقت الذي نتجاهل الأصول نمعن جلدا في الفروع. لذلك فإننا لم نحقق أي علاج حقيقي حتى على مقاس القضايا الصغرى التي تتفاقم يوما بعد آخر. كل المؤشرات الأساسية في تراجع عدا الإنفاق ومرادفاته لكن المال وحده لا يصنع التنمية. اليوم تتراكم المشاكل والاستحقاقات الأساسية تحت غطاء فورة ارتفاع النفط وزيادة الإنفاق، وكل ما أخشاه أن ينكشف هذا الغطاء وتنكشف معه أمور كثيرة ندرك حينها أننا أضعنا وقتا ثمينا ومحسوبا في عدم فتح ملفاتها. كل المشاكل التي تتعامل الصحافة معها هي مشاكل مباشرة، ولدت من رحم هذه القضايا المؤجلة، وهو ما يعني أننا نتعامل مع واقع استثنائي جراء تجاهل هذه القضايا التي يمكن أن تجرد التنمية من مكتسباتها وأهدافها النهائية. ثمة قضايا هامة لا يمكن تجاهلها، لأنها تشكل في حقيقة الأمر الشروط المرجعية «في مضامينها» لأية تنمية حقيقية ومستدامة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة