أكد عدد من الخبراء الأمريكيين وأعضاء السلك الدبلوماسي في واشنطن، أن مخططات طهران التآمرية برهنت أن إيران دولة إرهاب تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. وأفادوا في تصريحات ل«عكاظ» أن الكشف عن المخطط الإيراني لاغتيال السفير عادل الجبير عزز الفهم الدولي لتوجه السياسة الإيرانية حيال إثارة القلاقل والفتن الطائفية في المنطقة. وقال الباحث في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن الدكتور مايكل لورادو، إن كشف السلطات الأمريكية عن مخطط اغتيال السفير عادل الجبير أسهم في فضح إيران، وأفقدها ما تبقى لها من احترام في المحافل الدولية، معتبرا أن طهران تتجه إلى طريق معزول وغامض مع الدول الغربية بعد الكشف عن المخطط التآمري. ونبه الدكتور لورادو أن مخطط اغتيال السفير السعودي في واشنطن هو «الإسفين» الأخير في نعش إيران، مؤكدا استحالة عودة العلاقات مع الدول المجاورة لها، مشيرا إلى أن السفير الجبير يمثل ثقلا مهما للمملكة فى الولاياتالمتحدة ليس لأنه سفيرا لها فحسب بل باعتباره شخصية سياسية مهمة في المحيط الغربي. ورأى الدكتور لورادو، أن الدور الذي سيحكم مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية قد بات مظلما بعد الكشف عن هذا المخطط. بدورها، أوضحت كبيرة خبراء مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن الدكتورة جوديث كيير، أن الكشف عن المخطط الإيراني بقدر ما أعطى دفعة قوية لعمل المخابرات الأمريكية، بقدر ما أسهم في إماطة اللثام عن الفكر الإرهابي الذي يسيطر على صناع القرار في طهران. وقالت إن عملية سير التحقيقات فى هذه القضية من شأنها أن تكشف الغطاء عن المزيد من الخبايا التى قد تكون إثارتها باتت تشكل أبعادا أخطر مما يمكن تصوره فى مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية مع طهران. واعتبرت لورادو أن هذه القضية أهم وأخطر قضية فى مستقبل العلاقات الأمريكيةالإيرانية، مشيرة إلى أنها تؤرخ لمستقبل قاتم بين البلدين. من جهته، أكد السفير الأرجنتيني لدى واشنطن ألفريدو فيسنتي شياراديا، أن التخطيط لاستهداف أحد أفراد السلك الدبلوماسي في الولاياتالمتحدة، جاء بمثابة صدمة مدوية بين جميع أفراد السلك الدبلوماسي المعتمد، ملمحا إلى أن أية مؤامرة تستهدف أحد أفراد السلك الدبلوماسي في الدولة المضيفة من شأنها أن تشل الكثير من حرية الحركة والعمل لدى بقية أفراد السلك الدبلوماسي الأجنبي فى تلك الدولة، ويرى الدبلوماسي الأرجنتيني أن السفير الجبير من الشخصيات السياسية المرموقة على مستوى السفراء فى العاصمة الأمريكية، وأنه يحظى بتقدير من قبل الكثير من الدبلوماسيين ليس لكفاءته فى العمل الدبلوماسي فحسب بل أيضا لكفاءته فى معالجة بعض القضايا السياسية الدولية الشائكة التى تحظى بمهارة وحس سياسى ناضج، مؤكدا أن بلاده تدين بشدة هذه المؤامرة التى تستهدف أحد نجوم السلك الدبلوماسي فى العاصمة الأمريكية.