أوضح نائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين العالمية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أحدثت حراكا دوليا وجهودا أممية. وأكد ابن معمر في كلمته في منتدى رودس العالمي 2011 في اليونان بعنوان «مستقبل وهوية الحضارات» الذي اختتم أمس، أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات سيقلص الهوة بين أتباع الأديان، ويصحح الاختلالات عبر النوايا الحسنة، ويجسر الفجوة بين الشرق والغرب، وتصحيح الصورة النمطية المغلوطة في وسائل الإعلام، سعيا إلى تعظيم فرص الالتقاء والاتفاق والتعايش السلمي عبر احترام الخصوصيات الدينية والثقافية. وبين أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تدعو إلى التسلح بالأخلاق الإنسانية على أسس من القيم المشتركة والمبادئ والمعايير الأخلاقية المستمدة من الإيمان بالله، كما أنها تعمق قيم الاحترام وبناء جسور التفاهم والحوار والتقارب على أساس من الوسطية والاعتدال والحرص على التعارف والتآلف بين البشر، مصداقا لقوله (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، وتحدث ابن معمر عن دور التعليم والحوار في تجسير الفجوة بين التنمية المادية، والتنمية الاجتماعية، في رسم نموذج المستقبل التنموي، أكد خلالها نهوض المملكة بأكبر خطة تنموية وحضارية في العالم الإسلامي، خلال العقود التنموية الماضية والحالية؛ التي واكبتها الحاجة الماسة إلى الحوار لعلاج النظرة الاجتماعية لبعض حالات التحديث والتطوير؛ ما أسهم في تجاوز كثير من الصعوبات التنموية، وكان أنجح مشاريع التحديث والتطوير، إشاعة ثقافة الحوار؛ والتوسع في المشاركة الشعبية؛ وإشراك جميع فئات المجتمع فيها وخاصة الشباب والفتيات وإشعارهم بدورهم الرئيس في تنفيذ مشاريع التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن الاستثمار في الإنسان، كان، ومازال، هدفا استراتيجيا للمملكة العربية السعودية، بوصفه وقود التنمية، وغايتها في الوقت ذاته. وتأتي مشاركة ابن معمر في المنتدى للتعريف بمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، تحت التأسيس، ضمن أدوار المنظمات الأهلية والدولية ذات العلاقة بالحوار الحضاري؛ تعزيزا لمبادئ الحوار بين الحضارات والثقافات، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الشعوب والأمم، باعتبار أن الحوار هو اختيار العقلاء ومنهج الحكماء والوسيلة الفعالة لفض النزاعات وحل المشكلات وإنهاء الأزمات التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية المعاصرة؛ وتأكيد لمفهوم التعاون الإنساني القائم على الاحترام المتبادل لتقوية نسيج علاقات التبادل الحضاري والتضامن بين الأمم.