في دهاليز الانتظار يسقط قلمي القديم الجديد، ويراق حبره على تجاعيد مقهى عتيق بين جدرانه المتصدعة تارة وذكريات عشاقه الباكية تارة أخرى تزلزلني جعجعة قنوات، وصخب فرقعات، وطلقات وزفات، وحناجر جاهلة خرقاء، وعقول حمقاء لا تعي حجم مسؤولية وخطورة ما تقدمه!!.. فليت عرضها وقف عند الألغاز المصطنعة والأدوات المفتعلة والصديق القريب خلف أسوار الأستوديو، الذي ما أن تطول مدة الاتصال حتى يكون المسكن في انتظار مغفل يجيب، وآخر ينتظر؟؟.. إجابات مغلوطة متعمدة، وضحكات متملقة، وسيل وفير من تفاهات التطبيل فهل بعد هذا سخفا!!.. كثرت تلك الرسائل التي لا تجد ملاذا من تشردها إلا شاشات هواتفنا النقالة..؟! لم تبق شيئا إلا عرضته حتى بتنا كما قال المتنبي: «يا أمة ضحكت من جهلها الأمم...!!». هنا بات السؤال قائما: هل سذاجتنا وتركيبتنا العشوائية الفوضوية هي من سمحت للمرتزقة في استهدافنا.. ومعها كثرت كذبات إبريل، وسبونج بوب الظريف منقذنا في كل الحالات، وليت الحدث توقف عند هذا الحد بل تخطى الأحداث السياسية والرياضية والبرامج المفتعلة.. قبل أن يتطور هذا الامتهان غير المبرر.. بعد أن تحولت الفبركة الإعلامية والتطاحنية من ميدان السياسة الإعلامية ومن مهنية القناة وحرفية الإخراج الحر.. الذي يبحث عن الحقيقة والمصداقية إلى قنوات طائشة دخيلة بات التكسب هدفا لها دون مراعاة للذوق العام.. قنوات تمتهن القرآن الكريم جهارا نهارا في سبيل دعاية لمنتجات مزيفة يستحي العاقل في تفنيدها وقد تكون مبطنة مفخخة مدعومة من أعداء كرسوا جهدهم ووقتهم في مدعاتهم لهدم وقتل هوية مسلم أخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن جورالأديان إلى عدل الإسلام، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وقد تكون قنوات تمتهن القرآن بأحسن أصوات القارئين بحجة المصداقية وهنا ليس من حقها..!! فايع علي آل مشيرة عسيري