بعض الأخبار يكمن بين طياتها وجع يجسد افتقارنا لنوعية وكمية الإحساس بالآخر، الآخر الذي يعيش في عالمه ومهما كان حجم ادعائنا أننا نشعر به يظل تقديرنا لوضعه محض ادعاء.!! تكدرت من خبر «مطالبة مكفوفين، يدرسون في معاهد النور، بفك (التجميد) عن مكافآتهم التي لا تتجاوز 450 ريالا منذ نحو 40 سنة وأصبحت تواجه (التأخير) لأشهر وهي التي (يخصم) منها 90 في المائة في حال إقامة الطالب في سكن المعهد (الوحيد) الواقع في الرياض والمتبقي من معاهد النور بعد إغلاقها وتحويل طلابها إلى برامج الدمج في المدارس»..! المكافأة الشهرية التي يتسلمها الدارسون في المرحلة الابتدائية 300 ريال، والمتوسطة 375 ريالا، والثانوية 450 ريالا على حالها كل شيء في الفلك يتغير وهي ثابتة لأربعة عقود..! أليس للمكفوفين احتياجات، ألا يتعالجون، هل هو مضمون أن أسرهم ميسورة الحال تكفلهم بما يحفظ كرامتهم، هذه الأرقام التي تمنح للطفل منهم واليافع والشاب «أكثر الفئات التي يتم الصرف عليها»، طفل أو يافع واحد يصرف عليه ثروة، كيف به وهو مكفوف..!.. وبعد خصم 90 في المائة ماذا يتبقى (ملاليم).. أو ما يسمى (تراب) الفلوس..! على أي أساس تم تقدير المبلغ قبل أربعة عقود وهل يعاد النظر فيه بمعايير هذا الزمان..؟! هل يعلم من يتوقع أنه أعطاهم و(كثر) أن جهاز ربطهم مع العالم بلغة (برايل) تقنياً يكلف خمسة آلاف ريال حتى يكونوا بيننا ونخرجهم من ظلمة قبور التهميش الاجتماعي والنفي الإنساني، وهل يعلم أن لا تعليم عاليا لغالبيتهم والفتيات منهم ليس لهن مسارات في التعليم الجامعي بما يعني الحرمان من الوظيفة وتجميد إنسانيتهم وإبقائهم في خانة (العالة)..! إن هؤلاء بالذات يجب مضاعفة مكافأتهم نتيجة احتياجهم الماس للمرافق الدائم والملازم لهم وسط بيئة ليس لها أي علاقة بتسهيل حياة المعاقين فضلا عن التعامل بقسوة وانعدام الإحساس بهم وانتظارهم حتى يهدر ماء وجوههم ويطالبوا بأبسط الحقوق كأنهم ليسوا ضمن من يحملون مشاعر ولديهم في حياتهم متطلبات تحتاج أن يتضاعف دخلهم حسب مستجدات الحياة، وأن يعاد إحصاؤهم وتقسيم الفئات ذات الإعاقات المتعددة ويتم التعامل معهم ومع مكافأتهم واستحقاقات مواطنتهم على ضوء الواقع الراهن..! نتطلع أن نرى نقلة نوعية في عالمهم تنقلهم من غياهب الظلام الدامس إلى ضوء التعامل الإنساني وما يليق بديننا وما حمله من مضامين عظيمة. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة