ليس العدد الحقيقي كما تعلنه الصحافة.. كل ثانية تقريبا يتضاعف عدد المتطوعين من فتياتنا وشبابنا المتحمسين على امتداد أرض الوطن.. يتدفق على طلبات التطوع والإغاثة ألوف المتطوعين والمتحفزين فيهم الخير، وهم لا أقول (رافد)، بل أساس جهود و(جسور) الإغاثة التي امتدت إلى قلوب أهالينا المكلومين في جدة وحاملي مشاعل وأدوات هندسة الإغاثة لهذه المرحلة، ما يؤكد أن المجتمع حجمهم وتعامل مع طاقاتهم باستهانة أيام الرخاء، وفي شدته لم يجد دروعا تفديه مثل هذا الجيل المعذب. جيل البطالة والتخصصات التي ليس لها معنى.. وضيق الفرص الوظيفية.. والمصير المجهول، في أيام الفزع الوطني نتأمل ولا نجد غيرهم يغيثون الملهوف ويهبون للتطوع.. ويشيعون الإحساس بالأمان، وأن الدنيا بخير من خلال صهيل جيوش مواطنتهم المهمشة. سيقول لي البعض وجهود العاملين في مرافق الدولة؟!.. وإجابتي هي (والنعم فيهم)، موظفو الدولة يقبضون رواتبهم ويؤدون واجبهم ومؤهلون لذلك، لكن من تطوعوا (لهم الله) يحاصرهم عدم تدريبهم وفاجعتهم في مدينتهم التي عرفوها أطفالا، وشهدت أجمل ذكرياتهم وهم يافعون، ويرونها وهم في ميعان الصبا وعنفوان الشباب تغرق ويتحطم ما تبقى منها وتطمس معالمها. ما يشعرني بالأمان كإنسانة أولا وأنثى ثانيا أن هناك رجالا يفسرون أمامي قيم الرجولة التي أصبحت أخشى أن تندثر.. ويجسدون مفردات النبل بعد أن أصبحت أشك نتيجة روائح الفساد التي تفوح من الكراسي أن هناك بشرا بيننا، ونحن نشاهد المناظر والصور وتصلنا نداءات الاستغاثة بأنواعها بين مفقود وتائه وجوعى مقطوعين وخاسرين لمقدراتهم يكابدون غموض المرحلة القادمة.!! أما المرأة والتي لم يعترف حتى بمواطنتها أو التعامل معها على أنها إنسان كامل الأهلية فالصور والمشاهد تكفيني الحديث عنها. تحية قلبية خالصة لهذا العنفوان الذي يورق على أرضنا، ولمن لا يعلم ماذا قدم جيش الوطن المدني وشكل جيوشا من المواطنة وحب فعل الخير أتناول لاحقا تفاصيل أكثر حول تجارب الإغاثة والتطوع.. هذه التجربة التي لا يريد أحد رؤيتها أو الاستفادة منها، رغم أن هؤلاء عماد هذه الأرض ويقودون نهضة بلادنا غدا، ويؤسفني أن الأزمات هي من يقدمهم للمجتمع وليس تبنيهم واحتواء طاقاتهم عبر مشروعات تليق بهم. وقفة وزارة الصحة.. كيف الحال: لم نسمع بأي توجيه أو إرشادات على مستوى الإعلام الوطني من أجل حملة التطعيم ضد الأوبئة والأمراض في جدة.. ما هي أخبار صحة الناس؟ المنطقة منكوبة، هل يعقل أن أيام الرخاء مماثلة لأيام الشدة ولا جديد ولا جهود بيئية وصحية يفترض أن تبذل؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة