شكا مكفوفون، من عدم زيادة مكافأتهم الشهرية طوال ال40 سنة الماضية، وتأخر تسليمها لأشهر. ولا تتجاوز المكافأة التي يحصل عليها الكفيف 450 ريالاً، ويخصم منها 90 في المئة في حال اختار الطالب الإقامة في سكن «معهد النور» في الرياض. فيما اعتبر آخرون إغلاق معاهد النور في المنطقة الشرقية، وتحويل طلابها إلى «برامج الدمج في المدارس» أو إلى المعهد الوحيد في الرياض، غير «واقعي». ويضطر الطلاب المكفوفون غير الراغبين في الالتحاق في برامج الدمج، إلى الالتحاق في معهد «النور» في الرياض، بعد أن أُغلقت بقية المعاهد في المناطق. ولا يقتصر الأمر على الانتقال إلى الرياض، إذ تتقلص مكافأة الطالب بشكل كبير، في حال أقام في مساكن المعهد. وذكر عادل السيد (كفيف البصر)، الذي درس في معهد القطيف قبل 25 سنة، أن «الأمانة العامة للتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم، بدأت في إغلاق الفصول التي يقل عدد طلابها عن خمسة، وينقل البقية إلى معهد آخر»، مبيناً أنه تم «إغلاق جميع المعاهد في محافظات الشرقية، وتحويل طلابها إلى برامج الدمج في المدارس العادية». ويتقاضى الطلاب مكافأة شهرية، إذ يستلم الدارسون في المرحلة الابتدائية 300 ريال، والمتوسطة 375 ريالاً، والثانوية 450 ريالاً. وأوضح السيد، أن «المكافأة لم تتغير منذ نحو 40 سنة، ولم يتم زيادتها». إلا أن المكافأة تنخفض في حال اختار الطالب الإقامة في السكن الداخلي ل»معهد النور» في الرياض. وأبان أن «طلاب الابتدائية تنخفض مكافأتهم إلى 90 ريالاً، والمتوسطة إلى 135، والثانوية 180». وتساءل عن سبب خصم المكافأة التي «لا تتعدى 450 ريالاً، فهل الوزارة في حاجة إلى هذا الخصم؟، فالمكافأة لا تكفي لشراء تذكرة سفر، أو قطرة عين، أو غيرها من احتياجات كفيف البصر، من علاج للعين وأدوية قلب؟». وعلى رغم عدم زيادة المكافأة منذ 40 سنة، بحسب السيد، إلا أنها «دائماً ما تتأخر»، مبيناً أن «التأخير ليس يوماً أو أسبوعاً، وإنما يمتد لأشهر، وفي حال استلموا المكافأة، فهي لشهر أو شهرين، ثم تعاود الانقطاع والتأجيل». وحاولت «الحياة» الحصول على إيضاحات «الأمانة العامة للتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم، وعلى رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع من إرسال الأسئلة إليها، ووعودها بالرد، إلا أنها لم تف. يُشار أن وزارة التربية والتعليم، افتتحت أول معهد للمكفوفين في العام 1380ه في الرياض، وتحول المعهد إلى «إدارة التعليم الخاص» بعد بعامين. وبينت منظمة «الصحة العالمية» في تقرير لها، وجود نحو 159 ألف مكفوف ومكفوفة في المملكة. فيما يفوق عددهم على مستوى العالم 35 مليون مكفوف، إضافة إلى 120 مليون ضعيف البصر، ويوجد نحو 80 في المئة من المكفوفين في دول العالم الثالث.