"زادت تكاليف المعيشة، وكل يوم والأسعار في ارتفاع" بهذه الكلمات عبر عادل السيد من مكفوفي البصر في العقد الخامس من عمره عن معاناته مع ارتفاع الأسعار، ولم تتوقف مشكلة السيد عند هذا الحد، بسبب أبنائه الذين يعانون أيضاً من فقد نعمة البصر، ويتلقون تعليمهم في التعليم العام في برنامج الدمج. ويروي السيد همومه وهموم أبنائه مع المكافآت التي تصرف للطلاب من ذوي الإعاقة البصرية، حيث لم يطرأ عليها زيادة منذ 25 عاماً، يقول "طلاب المرحلة الابتدائية يحصلون شهرياً على 300 ريال، وطلاب المرحلة المتوسطة على 375 ريالاً تصرف لهم شهرياً، أما طلاب المرحلة الثانوية فيستلمون 450 ريال كل شهر، ورغم أنها مبالغ قليلة، فإنها أيضاً تتأخر"، مطالباً برفع المكافآت ليستطيعوا مواجهة موجة الغلاء التي بدأت تبرز في الآونة الأخيرة. يحتاجون سائقين ويرى المواطن عيسى العيسى (كفيف) أن الحياة زادت متطلباتها بالنسبة للمعاقين بشكل عام، والمكفوفين بشكل خاص، قائلاً : "المكفوف يحتاج إلى سائق يوصله إلى الأماكن التي يحتاج الذهاب إليها، فهو لا يمكنه الذهاب إلى المستشفى في حالة المرض، ولا إلى المسجد لأداء الصلوات، ولا يمكنه أيضاً مراجعة الدوائر الحكومية في حال تطلب الأمر ذلك، لذلك فهو يحتاج إلي سائق، وسيارة تنقله إلى الوجهة التي يريدها"، مطالباً الشؤون الاجتماعية بتخصيص مكافآت مقطوعة لإعانة المكفوفين على تسيير أمورهم الشخصية. مكافآت قليلة أما محمد القاسم (كفيف) فيرى أن المكافآت المخصصة للطلبة المكفوفين لا تتوقف عند قلة المبالغ التي تصرف لهم، التي لا تفي باحتياجاتهم وسط الارتفاع المتزايد في الأسعار، بل إن بعضهم لا يستلم المكافأة كاملة بسبب الخصم من مستحقات الطلاب الذين يسكنون في السكن الداخلي، موضحاً أن طالب المرحلة الابتدائية في السكن الداخلي يخصم منه 210 ريالات من مكافأته لتتبقى له 90 ريالاً فقط، بحجة تكاليف الإعاشة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشمل جميع طلاب المراحل ممن يسكنون في السكن، متسائلاً هل الوزارة عاجزة عن تحمل تكاليف الإعاشة؟. المكفوفون والأجهزة وحتى الأجهزة التي يستخدمها المكفوفون في التعليم تزيد أسعارها عن الأجهزة العادية، ويوضح ذلك محمد العبد الله قائلا "كل شي زاد إلا مكافآت الطلاب المكفوفين لم تزد منذ سنوات طويلة" ، والشخص المبصر بإمكانه الحصول على جهاز كمبيوتر ب 2000 ريال، بخلاف الكفيف الذي يكلفه برنامج واحد مثل برنامج "برايل" مبلغ 5000 ريال". ومع هذه المطالبات ألقى مدير معهد النور للمكفوفين بمنطقة الرياض وليد الحيدر بمسؤولية عدم زيادة المكافآت للمكفوفين على الشؤون المالية بوزارة التربية والتعليم، مؤكداً حاجة المكفوفين إلى دعمهم بمكافآت تتناسب واحتياجاتهم، لأن ما يتقاضونه قليل جداً، ولا يفي بمتطلبات المكفوفين، التي تختلف عن متطلبات المبصرين، وتابع قائلا "الكفيف يحتاج إلى سائق، وإلى جهاز كمبيوتر قد يصل سعره في بعض الأحيان إلى 10 آلاف ريال، خلاف متطلبات الحياة الأخرى التي يحتاجها الكفيف". "الوطن " بدورها حاولت الاتصال بمدير التربية الخاصة على تحويلات مكتب المدير العام من خلال سنترال التربية الخاصة ولكن لم نجد من يجيب .