اعترف مساعد مدير الشؤون الصحية للطب العلاجي في جدة الدكتور تركي الشريف في حوار مع «عكاظ»، أن المستشفيات تعاني من نقص واضح في عدد الأسرة جراء نقص عدد المستشفيات، وتزايد أعداد السكان، موضحا أن الشؤون الصحية تستعد لتدشين المستشفيات الجديدة في الأشهر القليلة المقبلة، والتي ستسهم في الحد من معاناة المرضى والمراجعين وتحديدا مع ملاحظة طول فترة المواعيد. وقال الدكتور تركي الشريف إن الشؤون الصحية أخذت في الاعتبار استحداث وظائف جديدة لتشغيل المشاريع الحديثة المتمثلة في مستشفيات شمال وشرق جدة والملك فهد، وبما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن كوادر سعودية ستشغل هذه الوظائف تنفيذا للتوجيهات السامية القاضية بتغطية جميع الوظائف بكوادر سعودية مؤهلة ومدربة في مختلف المجالات، على أن يقتصر التعاقد مع غير السعوديين في التخصصات النادرة أو غير المتوافرة لدى السعوديين. وإلى نص الحوار: • تستعد الشؤون الصحية في جدة لاستلام جملة من المشاريع في مستشفيات شمال وشرق المحافظة، كيف تقيمون هذه المشاريع؟ سعداء جدا كمسؤولين في صحة جدة بتحقق هذه الإنجازات التي أنشأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لدعم الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في محافظة جدة والمدن والقرى التابعة لها، كما أن هذه المنشآت سيكون لها دور كبير عند افتتاحها وبدء تشغيلها في تخفيف العبء على المستشفيات والمرافق الصحية القائمة وبالتالي مساعدتنا على تقديم خدمات صحية أفضل. • ما أسباب تباعد مواعيد المرضى والمراجعين (الشكوى الدائمة)، وهل من حلول لها؟ ندرك ونعترف بهذه المشكلة، ولكنها ليست كما يتصور البعض، لأن المواعيد تعطى بناء على توصية من الأطباء المعالجين في العيادات الخارجية، حسب نوع الحالة المرضية ومدى حاجة المريض للمراجعة والوقت الذي يحتاجه لذلك، وهذه ليست مشكلة من وجهة نظري طالما أنها تتم وفقا للرأي الطبي، والسبب الآخر لتأخر المواعيد هو الضغط الكبير الذي تتعرض له مستشفيات جدة بسبب ازدحام المراجعين. وأود هنا أن أطمئن الجميع بأن الحلول لهذه المشكلة باتت وشيكة، حيث ستنتهي المشكلة بمجرد البدء في تشغيل المستشفيات والمشاريع الطبية الجديدة وانخراطها في تقديم الخدمة للمجتمع. • يعاني سكان محافظة جدة من مشكلة رئيسة ومهمة تتمحور في النقص الشديد في أسرة العناية المركزة والحضانات وحتى الأسرة العادية في مستشفيات وزارة الصحة، كيف تتعاملون مع هذه المشكلة؟ تحرص وزارة الصحة ممثلة في الشؤون الصحية في جدة كل الحرص على توفير خدمات صحية وعلاجية متميزة لجميع المواطنين بلا استثناء، وهذا حق مشروع تكفله الدولة للجميع، وبالنسبة لمشكلة النقص في الأسرة والحضانات في جدة فهي مشكلة قديمة وفي طريقها للحل بإذن الله تعالى مع المشاريع الجديدة التي سيتم تشغيلها خلال الأشهر المقبلة، وبالرغم من وجود هذه المشكلة إلا أن الوزارة تمكنت من إيجاد حلول سريعة ومناسبة لها حيث أنها تتحمل جميع النفقات العلاجية للمرضى والمواليد الذين لم تتوافر لهم أسرة أو حاضنات في مستشفيات وزارة الصحة ويتم تنويمهم في المستشفيات الخاصة وبالتالي عدم تحميل المواطن أي أعباء مالية للحصول على العلاج المناسب لحالته، وأعتقد أن هذه المشكلة لم تعد قائمة طالما أن الحلول قد أوجدت. • بصفتكم المسؤول الأول عن الشؤون الفنية والطب العلاجي في صحة جدة، كيف تخططون لتوفير الكوادر البشرية الطبية والفنية والطبية المساندة وكذلك الكوادر الإدارية لتغطية العمل في المستشفيات الجديدة التي سيتم استلامها وتشغيلها خلال فترة قريبة؟ نحن في صحة جدة ندرك أهمية هذا الموضوع، وندرك مدى حاجة هذه المستشفيات للتغطية البشرية بما يسهم في إنجاح العمل فيها وتقديم خدمات طبية وعلاجية متميزة للمرضى والمراجعين بالشكل المطلوب والمناسب الذي تكفله لهم الدولة، وتم بالفعل البدء في مناقشة الوزارة مع الجهات المختصة لاستحداث عدد كبير من الوظائف الطبية والصحية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة، كذلك بما يفيد «سعودة» هذه الوظائف تنفيذا للتوجيهات السامية الكريمة نحو تغطية جميع الوظائف بكوادر سعودية مؤهلة ومدربة في مختلف المجالات. كما أن وزارة الصحة لديها برامج للتشغيل الذاتي نستطيع من خلالها التعاقد مع الأطباء والكوادر المطلوبة حسب حاجة كل مستشفى وحسب التخصصات المطلوبة، والأولوية في هذا الجانب للسعوديين بالدرجة الأولى، وبعد ذلك يتم التعاقد مع غير السعوديين في التخصصات النادرة أو غير المتوافرة لدى السعوديين. • حققت إدارتكم نجاحا كبيرا في «سعودة» الكادر التمريضي، حتى أن نسبة السعودة بلغت 100 في المائة في مستشفى العيون، واقتربت مستشفيات أخرى من تحقيق هذه النسبة، ألا تفكرون في تطبيق هذه الخطة على الكادر الطبي والفني في التخصصات الأخرى؟ تحققت هذه النتائج بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بجهود كبيرة بذلتها نخبة متميزة من الإخوة والأخوات العاملين في إدارة التمريض في صحة جدة، الذين عملوا وما زالوا يعملون بكل جد وإخلاص من أجل الارتقاء بالعمل التمريضي وتطوير مستواه الفني، ورفع مستوى الأداء للممرضين والممرضات السعوديين في كافة المرافق الصحية في جدة. وهذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في دعم هذا الكادر ومن ثم دعم برنامج التوطين للتمريض، أما بالنسبة لسعودة الكادر الطبي والكوادر الفنية الأخرى فهنالك نسب سعودة جيدة جدا تزخر بها مرافقنا الصحية، ولكننا لن نتمكن من تحقيق نسب عالية وخصوصا في الكادر الطبي نظرا لقلة أعداد الأطباء السعوديين المتخرجين من كليات الطب في الجامعات السعودية الحكومية، ومع تزايد عدد كليات الطب التي تم افتتاحها أخيرا، سواء من قبل الجهات الحكومية كالحرس الوطني أو من قبل القطاع الخاص تزايدت طموحاتنا في تحقيق نسب سعودة أعلى في هذا المجال.