كشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، أن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة انطلق من توجيه خادم الحرمين الشريفين ورؤيته لما يجب أن تكون عليه العاصمة المقدسة في جوانب حركة زوارها وتنقلهم. وأكد خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية الخامس لهيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أمس في مكتبه في جدة، أن هذا الاجتماع لا يعتبر روتينيا أو عاديا، ولكنه مهم، ويناقش مشروعا ضخما فريدا من نوعه لم يسبق لمكةالمكرمة كمدينة متكاملة أن حظيت بمثله. وناقش الاجتماع آخر مستجدات المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، زيادة الطاقة الاستيعابية في المشاعر المقدسة، مشروع توسعة مبنى الهيئة، إلى جانب مناقشة الإجراءات اللازمة لتنفيذ مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة. وقال الأمير خالد الفيصل إن «هذا المشروع من المشاريع التي تتناول تطوير مكةالمكرمة كوحدة متكاملة منسجمة الأجزاء، مراعيا عوامل الزمان، المكان، الحركة، والسكان، لأن الحج والعمرة ليسا جزئيات منفصلة يمكن تصحيح بعضها باستقلال عن الآخر، بل رحلة إيمانية تمثل نسيجا متكاملا مترابطا يبدأها الإنسان من بلاده مرورا بكل تفاصيل الحياة في مكة والمشاعر وصولا إلى بلاده. وأضاف، «شرف الله إنسان هذه البلاد بخدمة ضيوف الرحمن، إلا أن هذا الشرف يحمل مسؤولية وأمانة يجب أن نؤديها بإخلاص، فالعالم ينظر إلينا كرمز للإسلام، ويجب أن نكون على قدر هذه النظرة، وأن نمثل الإسلام بأخلاقه السامية خير تمثيل». وشدد أمير المنطقة على رغبته في أن يتعدى المشروع جانب الإعمار والبنيان ليدخل في صميم ضيافة زوار العاصمة المقدسة، وأن يسانده مشروع وعي وثقافة وطريقة حياة، لتقديم ضيافة إسلامية لأكرم ضيوف على نفوس السعوديين، مع إشراك أبناء مكةالمكرمة نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا في مشروع ضيافة إسلامية شامل لكل شؤون الحياة. وزاد، «هذا المشروع هو مشروع الإنسان السعودي، فإذا نجحنا في تنفيذه كما هو مخطط له، سنرقى إلى تقديم خدمة متكاملة تمثل ضيافة إسلامية حقيقية تشمل الاستقبال، الانتقال، السكن، المعيشة، الصحة، الأمن، وكل ما يتعلق بالحياة». وتمنى أن ينتهي المشروع في وقت قياسي، مؤكدا في الوقت ذاته القدرة على تحقيق ذلك بتوافر الإرادة القوية والإدارة الاحترافية، وقال «الوقت أمامنا، لكنه ليس بطويل، ويجب علينا البدء في العمل اعتمادا على الدراسات المحترفة المتوافرة، والإمكانات المتاحة». وأعطى أمير المنطقة مهلة زمنية حتى مطلع العام المقبل لإنجاز الدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع، على أن يكون موسم الحج الحالي آخر فرصة لتقديم المقترحات ومراجعتها قبل بدء تنفيذها. vويتوقع أن تكتمل المراحل الأولى للمشروع خلال السنوات الأربع المقبلة، تزامنا مع توسعة خادم الحرمين الشريفين الشمالية للحرم المكي الشريف، واستكمال منظومة شبكات الطرق الدائرية الأول، الثاني، الثالث، والرابع، وفتح محاور الحركة الإشعاعية، إضافة إلى تطوير بعض الأحياء العشوائية في مكةالمكرمة، التي تمر بها تلك المحاور. من جهة أخرى، استقبل الأمير خالد الفيصل في مكتبه في جدة أمس الدكتور أحمد بن هلال بن سعود البوسعيدي سفير سلطنة عمان لدى المملكة، وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.