في كل عيد خاصة منذ الانتفاضة الفلسطينية واحتلال العراق وتأزم مشاكل الإرهاب كانت ذات أسطوانة الندب تتكرر كل عيد مختصرة بشعر المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد لكن هذة السنة وأخيرا بات يمكن كسر تلك الأسطوانة المشروخة والقول إنه هناك «تجديد» وهو ليس فقط متمثلا بالنتائج السياسية للثورات العربية إنما أعمق وأهم هو النتائج في النفسية والعقلية والثقافة الجماعية، فالعرب منذ فقدهم لفلسطين تلبسهم شعور أنهم «مفعول بهم»، سواء من خصوم الخارج أو الداخل، لكن بالثورات العربية أصبح التيار السائد الجديد في النفسية والعقلية الجماعية هو تيار «الفاعل» الذي لا يستكين للندب ويتوقع أن يقوم الآخرون بكل الأمور التي يجب القيام بها، لكن ولأن العرب مازالوا في خضم هذا المخاض الصعب فهم مازالوا غير مستوعبين لكلية الأحداث غير المسبوقة في التاريخ التي يعايشونها والتي سيكون لها تبعات مستقبلية غير محدودة، فهي سنت سنة الفاعلية في العقلية والنفسية الجماعية التي لم تكن لها سابقة لا في التاريخ القريب ولا البعيد، ومن الدروس الأخرى للثورات؛ فشل مبدأ عمل الجماعات الإسلامية التي فشلت لأكثر من نصف قرن في دولة منشأها مصر في تحقيق ما حققه شباب الثورة في نصف شهر وهو حشد البلد في ثورة وطنية سلمية خلعت النظام، فثبت فشل نهج العمل السري لجماعة تتفرد بنفسها وترى أنها تحمل النسخة الوحيدة الصحيحة للدين وتريد خلع النظام بالعنف والعمليات الإرهابية الهادفة لإكراه الشعب على إتباعها؛ خوفا من بطشها، وهذا جفف منابع الإرهاب النفسية، وكان سببا لدعم الغرب للثورات العربية بعد عجزه عن التوصل لحل جذري للإرهاب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة