يعمد الفنان التشكيلي أحمد حسين في لوحاته إلى إبراز جوهر فكره في مساحات تبدو لا منتهية غير مؤطرة ولا مزججة تسبح عناصرها الفنية المتداخلة مع ضربات الفرشاة وسكينة الرسم التي تميز بها لتحدد مسارات خطوطه اللونية ذات تدرجات بيضاء يعمد أحيانا إلى اللون البني، ثم ما يلبث أن يعود للون النقاء والصفاء اللون الأبيض مركزا على التركيبة التجريدية التي تتصاغر كتلها اللونية أكثر فأكثر كلما اتجهنا للمركز أو عمق اللوحة. لوحات أحمد حسين أخذت منحى من حيث الأسلوب وطريقة وضع ومزج الألوان بطريقة تجريدية منفردة، كالعديد من الأعمال التي يميزها تداخل مخططات بصرية بأبعاد مختلفة، ربما لوحة «الكفن» هي الأكثر إبهارا، والأكثر تأثيرا في نفس المتلقي؛ لما لها من وقع في النفس، لقد لامس فكره وثقافته عقول الناس بألوانه وإيحاءاته غير الاعتيادية، إنه فنان من الطراز الأول بل من الجيل الذي لابد أن يحترم وأن يكون في مكانه اللائق. أحمد يعد أنموذجا للفنان الذي احترم فنه فاحترمته الساحة التشكيلية، ينقد بكل شفافية، ويلتزم بأخلاقيات المهنة.