تنقل النشرات قسمين من الأخبار عن الصومال، قسم هو أخبار صراع الجماعات الإسلامية على السلطة، وقسم آخر هو أخبار المجاعة التي يعاني منها الصوماليون، وذات المشهد رأيناه يتكرر مرارا وتكرارا، حيث وجدت بئرا لصراعات الجماعات الإسلامية العنيفة في اليمن وباكستان وأفغانستان والعراق وغيرها، والسؤال الذي يحضر المتابع هو إن كانت دعوى تلك الجماعات هو أن مقصدهم صلاح البلاد والعباد فلماذا لا يبالون حيث وجدوا بأنهم حولوا حياة الناس لجحيم بوضعهم الفقراء بين مطرقتهم وسندان السلطة؟ وهذا سبب عدم شعبيتهم وعدم قدرتهم على تحريك جموع الناس معهم كما حصل مع شباب الثورات العربية، فصراعاتهم تبدو أنها لإيصال جماعتهم للسلطة وليس لمصلحة عموم الناس وإلا لكانوا اهتموا بالأثر المدمر لطرقهم العنيفة على حياة الناس، ولكي لا ينخدع الناس بالشعارات المثالية فكما قال المسيح في تعليم أصحابه كيف يفرقون بين حملة الدعوة الدينية الحقيقية وبين الأدعياء قال «من ثمارهم تعرفونهم» وحينما نرى ثمار تلك الجماعات العنفية يسهل الحكم بأنها لا تمثل حقيقة الدين لأن الله قرر أن الدين لا يحدث حرجا وشقاء في حياة الناس بل على العكس (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)، (يريد الله أن يخفف عنكم) لكن نرى الجماعات الإسلامية لا تبالي بالتخفيف عن الناس وتنشغل جماعة (الشباب) الصومالية الإسلامية العنيفة التي تقاتل الحكومة بإقامة حواجز على الطرق لتفتيش النساء إن كن يرتدين حمالة صدر داخلية لأنهم أفتوا بحرمتها، بينما الصوماليون يعانون المجاعة ويقتلون في صراعات الجماعات الإسلامية وكان الأولى بدل أن تصرف تلك الجماعات الأموال على شراء السلاح والمقاتلين أن تصرفها على حفر الآبار وإغاثة الناس. [email protected]