يزعم المؤمنون بالنهج الإرهابي بأن إيقاع العالم تحت ضغط التهديد الإرهابي سيؤدي لردع العدوان الذي يتعرض له المسلمون، لكن الحقيقة أن الإرهاب لم يؤذ أحدا بقدر ما آذى المسلمين أنفسهم، وكم هو عبثي فعل شاب ليس في ذهنه إلا طمعه فيما يعتقد أنه ستكون المكافأة بالنعيم على موته بالعمل الإرهابي، ولا يأبه لملايين المسلمين الذين تحولت حياتهم لجحيم بسبب فعله؟! فملايين المسلمين باتوا يتعرضون لجرائم كراهية وحتى قتل في المجتمعات المختلطة التي يعيشون فيها بسبب وصمة الإرهاب، ووضعت مساجدهم تحت المراقبة، وبات المسلمون والمسلمات وغيرهم مضطرين للخضوع للتصوير الكاشف للجسد في المطارات، وهذا سيضاعف الغيظ من المسلمين، وأعطت موجة الإرهاب الحجة للأنظمة القمعية للتضييق على الإسلام كما في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق المسلمة التي شهدت نهضة دينية بعد الشيوعية رغم ضيق السلطات بها لكنها اضطرت للسكوت عنها حتى لا تظهر كموالية للشيوعية. لكن الموجة الإرهابية أعطتهم الحجة لاضطهاد الإسلام باسم محاربة الإرهاب، وبعضها قام بفصل الأئمة الذين تلقوا تعليمهم الديني في دول عربية وهذا بات توجها عالميا شمل استبدال الأئمة في الدول الغربية المستقدمين من دول عربية بأئمة من المجتمع الغربي لمواجهة ما أسماه رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد ب «الإسلام الشرق أوسطي» الذي اعتبره عنيفا وعدوانيا ومتشددا ويختلف عما أسماه ب «الإسلام الآسيوي المعتدل والمسالم»، حتى أن دولة في أفريقيا طردت المعلمين العرب من مدارس تحفيظ القرآن بعد أحداث 11 / سبتمبر، ووصل الأمر لإصدار دولة أخرى في آسيا دعوة لمواطنيها لاستبدال الحج لمكة بالحج «للأماكن المقدسة فيها » حسب بيان الحكومة الرسمي، وعلى هذه السنة سارت دولة ثالثة. وبحجة مقاومة الإرهاب تبنت جهات موجة تغريب عارمة عبر فضائيات تختص بالبرامج الأمريكية، وبين بريق تلك الصور والواقع المحبط كانت النتيجة ظاهرة تنصر المسلمين بمعدلات خطيرة وباتت هناك مؤتمرات سنوية وجمعيات للمرتدين عن الإسلام، ومن يطلع على أدبياتهم لا يجد أنهم اعتنقوا المسيحية عن قناعة عقائدية إنما بتأثير جاذبية الغرب ونفورهم من واقع العنف والتشدد والإرهاب لدى المسلمين.. ومن جهة أخرى هناك توجه رسمي عند بعض الدول للترويج «للإسلام الشعبي» القائم على المفاهيم الشعبية الخرافية كالطقوس المتعلقة بقبور الأولياء والتي شهدت حركة تجديد واسعة في العديد من الدول الإسلامية كوسيلة لمواجهة مد «الإسلام الأصولي»، هذا عدى التضييق على الجمعيات الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن. ووصل الأمر بدولة كباكستان لحافة الحرب الأهلية بسبب «الحرب على الإرهاب» وباتت تعيش حمام دم يوميا بسبب انفجارات تمتد من جامعاتها ومساجدها وأسواق فقرائها إلى المحاكم والمقرات الرسمية عدى تهجير الآلاف وإحداث تدمير واسع في أراضيهم لضرب «معاقل الإرهابيين». ماذا استفاد الإسلام والمسلمون من كل هذا؟!. إن من الجهود الأساسية في معالجة مشكلة الإرهاب التوقف عن تناول الإرهاب كمجرد أخبار عاجلة وأرقام وأسماء وسير الإرهابيين، والتركيز على آثار التشدد والإرهاب الذي حول حياة ملايين المسلمين لجحيم ونفر عن الإسلام ولم يخدم إلا أعداءه..حقا لا أستطيع أن أصدق أن المتشددين والإرهابيين لا يرون هذه الحقيقة!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة