على ضوء توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة لسبع جهات حكومية في المدينة لبحث تلوث مزارع الخليل بسبب وجود أحد مصانع دباغة الجلود والتي ثبت من خلالها ارتفاع المواد الثقيلة السامة (الزرنيخ، السانيد والكوبلت) في عينات التربة، وكذلك عينات مياه الآبار القريبة منها. «عكاظ» زارت أمس المزارع والتقت ببعض المزارعين الذين شكوا من هذا المصنع وما يسببه من خراب للبيئة ولمزارعهم بالذات وطالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل لإيجاد حل ناجح. وفي هذا السياق قال محمد عبدالله قاسم (صاحب مزرعة مجاورة للمصنع) إن ما يصدر من هذا المصنع من روائح كريهة تؤثر على البشر والحجر. وأضاف قائلا «إننا منذ 25 سنة ونحن نعاني مما ينتجه هذا المصنع، وقد ارتحنا فترة من الفترات عندما أغلقوه ولكن رجع إلى سابق عهده». من جانبه، قال عبدالله دغيمان المحمدي (مزارع في المنطقة) منذ أكثر من خمسين عاما نعاني بسبب هذا المصنع لما يصدره من روائح كريهة، مضيفا أن المكيفات ذات الماء نقوم بغلقها في المساء، حيث تنقل روائح هذا المصنع الكريهة. وبين أن المزارعين في المنطقة يشتكون من هذا المصنع وما يسببه من تلوث في الهواء وفي الأرض، مطالبا بوضع حلول ناجحة للمحافظة على بيئة المزارع في منطقة الخليل. من جانبه، قال شيخ الخضار والفاكهه في السوق المركزية في المدينة طلال صبر إن منتج مزارع الخليل غير مرغوب ولا مطلوب من قبل المواطنين والإقبال عليه ضعيف جدا بسبب السمعة السيئة للمنطقة لما تتعرض له من تلوث إما بسبب مياه المجاري أو غيرها، محملا صحة البيئة في أمانة المدينة المسؤولية كاملة. وبين أن منتج مزارع الخليل رخيص جدا وليس عليه إقبال. وطالب (صبر) بنقل جميع المصانع التي في الخليل إلى المنطقة الصناعية للمحافظة على صحة البيئة وللحفاظ على المزارع من التلوث. «عكاظ» بادرت واتصلت بعدد من مسؤولي الإدارات المعنية بالقضية فوجدتها صامتة لا ترد رغم تكرر الاتصالات أكثر من مرة.