انتقدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الخدمات الطبية والإرشادية والتوعوية المقدمة للسجين المريض رام برديب مالي «هندي الجنسية» الذي لايزال مقيدا بالسلاسل على السرير في غرفة 454 في مستشفى الملك فهد في جدة منذ 125 يوما من قبل إدارة السجون بتهمة التزوير(«عكاظ» 11/7/1432ه). وأوضح عضو الجمعية معتوق عبد الله الشريف لدى زيارته السجين صباح أمس في المستشفى، أن الوضع سيء لاسيما مع طول بقاء السجين مقيدا في السرير لا يستطيع الحركة أو قضاء الحاجة مما أدخله في مرحلة اكتئاب نفسي لفقدانه وسائل الترفيه والمشاهدة والقراءة، إضافة إلى الحركة، وقال: «التقينا مدير المستشفى وشرحنا له وجهة نظرنا وما رصدناه من ملاحظات، وطالبناه بأن يحظى المريض بزيارة متخصص في الطب النفسي لمعاينة السجين ووضع برنامج تأهيلي له، إضافة إلى الإيعاز لإدارة التوعية لتوفير وسائل تسلية داخل الغرفة التي لا يستطيع التحرك منها بسبب تقييد قدميه في السرير، ومتابعة موضوعه مع السجون». عضو لجمعية الذي زار السجين قبل شهر قال: «هذه الزيارة تأتي لإعداد تقرير المتابعة عن الحالة، بعد أن أبرق الفرع أمس الأول برقية عاجلة لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة حول زيارتنا الأولى للسجين قبل شهر ووضعه الصحي والأسلوب الذي وجدنا عليه المريض وأضاف، نأمل أن تنحل قضية السجين في أقرب وقت؛ لأن الأطباء ينصحون بترحيله بعد أن استقرت حالته الصحية لكنهم يخشون من زيادة تردي حالته النفسية التي ستوثر على حالته الصحية وما وصل إليه من تقدم في مرحلة العلاج».يذكر أن السجين الهندي «رام برديب مالي»، الذي يتلقى العلاج مقيدا بالسلاسل منذ دخوله مستشفى الملك فهد في جدة في الخامس من شهر صفر الماضي محالا من السجن العام في جدة، وهو يعاني من إعياء وضعف شديد تبين بالفحص الطبي أنه مصاب بفقر دم شديد ونقص حاد في مكونات الدم من الصفائح الدموية وخلايا الدم البيضاء مما أدى إلى إصابته بالتهاب حاد، تبين بالمعاينة الطبية وجود فشل حاد في نخاع العظم لدرجة تمثل خطورة على حياته مما استدعى المستشفى إدخاله العناية المركزة ثم نقله إلى غرفة عزل خشية من أي عدوى حتى تماثل للشفاء. وكان السجين يعاني لدى زيارته من قبل عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان معتوق الشريف من حالة نفسية صعبة بسبب بقائه في المستشفى مقيد بالسلاسل، في الوقت الذي يذكر فيه أن من كان معه في القضية تم ترحيلهم إلى بلدهم الهند، كما اتضح لعضو الجمعية وبحسب ملف المسجون أن المستشفى خاطب إدارة السجن العام أكثر من مرة مطالبا سرعة ترحيل المريض إلى بلاه بعد استقرار حالته لاستكمال علاجه في بلده نظرا للتكاليف الباهظة التي تصرف على حالته والتي بلغت مئات الألوف وشغله غرفة في المستشفى وخشية انتكاس حالته من جراء تقييده في السرير طلية فترة العلاج الأمر الذي أدخله في حالة نفسية صعبة،وقد أوضح الشريف حينها أن الجمعية «نعكف على إعداد تقرير عن وضع المريض لرفعه للجهات ذات الاختصاص لترحيله نظرا لظروفه الصحية»، وقال: «تقييد المريض بهذا الأسلوب انتهاك لحقوقه وعمل غير إنساني وغير لائق وامتهان لكرامة المريض وتخويفه»، وأضاف «لدى حقوق الإنسان إجراءات نظامية تحد من ممارسة بعض الجهات وارتكابها مثل هذا الخطأ»،وزاد «سوف نتواصل مع إمارة المنطقة لترحيله إلى بلاده والاستفادة من الإفراج الصحي».