الزائر لمنتزهات جبل القهر في محافظة الريث في منطقة جازان يلفت انتباهه للوهلة الأولى وعورة الطريق الموصل إليها، ما يشكل عائقا حقيقيا أمام حركة السياحة وتدفق المصطافين على منتزهات الجبل. في أبلغ شهادة على وعورة الطريق وتعثر مشروع تنفيذه الذي بدأ العمل فيه منذ 17 عاما ولم ينجز منه طوال هذه الفترة سوى 6 كيلو مترات فقط من طوله البالغ 12 كيلو مترا، أن أحد أبناء محمد الزيلعي تمت ولادته في الطريق وهو يبلغ من العمر الآن 17 عاما، وعلى الرغم من ذلك لم يتم سفلتة الخط الذي بدأ العمل فيه من قبل الشركة مع ولادة ابنه على حد قوله. يروي الشريف «أنا وأسرتي عادة ما نقضي إجازتنا بالتنقل ما بين منتزهات جبل القهر، وأول ما نفكر فيه ونحن خارجون من مدينة جازان وعورة الطريق، إذ أن خط جبل القهر صعب والصخور تتساقط فيه من حين لآخر، بينما نتطلع لأمل شبه مستحيل في الانتهاء من مشروع طريق جبل القهر الجديد الذي بدأ العمل فيه قبل 17 عاما»، لافتا إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ الطريق ومعاقبة المقصرين في تأخير المشروع وذلك حتى يزول الجزء الأكبر من العوائق التي تواجه السياح والزوار لجبل القهر في فترة الصيف. وهو ما أكده أيضا يحيى الشريف الذي أشار إلى أن أول عائق يواجه الزائر لمنتزهات جبل القهر هو وعورة هذا الطريق، منوها بأن جبل القهر في الريث ينطوي على مناظر ومنتزهات وأماكن سياحية لا يوجد لها مثيل في المملكة مثل منطقة ضال وعثلم وحنولة وأمخطماة والوقبة، حيث يتميز بشلالاته المائية ومناظره الخلابة وآثاره القديمة وجوه المعتدل طوال السنة، فهو يعتبر من أهم المناطق السياحية في المملكة، ومتنفسا لأبناء جازان في الصيف للاستمتاع بجوه العليل بعيدا عن الأتربة التي تشهدها جازان في أشهر الصيف، ومع ذلك يواجه الزوار صعوبات في الوصول إلى جبل القهر ناهيك عن افتقاره للخدمات الضرورية التي يجب توفرها للسائح والزائر. أما تركي محمد (من محافظة الأفلاج) فله رأي آخر، حيث يقول دائما أقوم بزيارة جبل القهر بالريث سنويا في الصيف، فهو من أجمل المناطق السياحية التي زرتها في حياتي وخاصة شلالاته المائية النادرة الوجود، مضيفا أن هناك عائقا أتمنى من المسؤولين ورجال الأعمال الالتفات له وهو عدم وجود شقق وسكن للإيجار في جبل القهر مما يضطرنا للنوم في العراء وفي الخيام التي لا نجد راحتنا فيها، مطالبا بتوفير سكن ملائم للسياح والمتنزهين في الجبل حتى يتسنى لهم الاستمتاع بأجوائه الرائعة. إهمال الآثار ومن جانبه، يشير حمد مسفر القحطاني (من تثليث) إلى إهمال الجهات المعنية في الحفاظ على آثار جبل القهر لما يزخر به من آثار ورسومات قديمة وأثرية تعود لأكثر من خمسة آلاف سنة كما يقول الخبراء الذين زاروا المنطقة من جامعتي الملك سعود وعبدالعزيز الذين قاموا بتحليل عمر هذه الآثار فوجدوها تعود إلى تلك الحقبة، لافتا إلى اختفاء بعض معالمها بسبب العابثين والسذج الذين لا يقدرون قيمة هذه الآثار. إلى ذلك، أوضح محافظ الريث عثمان الراجحي أنه تم رفع خطابات للجهات المنفذة وتشكيل لجنة للنظر في مشكلة تأخر مشروع الطريق، مضيفا أنه سيتم التغلب على هذه المشكلة وتنفيذ الخط وسفلتته قريبا، إضافة لمشاريع سياحية سوف تنفذ خدمة للسياح وزوار جبل القهر، وقد تمت مناقشة هذه المشاريع في المجلس المحلي ورفعها للجهات المعنية بتنفيذ المشاريع السياحية.