«بدونك، لا أمل أن يجيء إلينا المطر ولا أمل أن يطول الشجر ولا أمل أن يطل القمر بدونك، ليس هناك صديق أنام على صدره غير الضجر. بدون حضورك، ليس هناك حضور وليس هنالك للبحر لون ولا للرمل لون، ولا للمركب لون، ولا للطيور» نزار قباني أيتها العافية، أين أنت؟ بدونك، لا جمال في الحياة. المرض تجربة موجعة، لا أظن أحدا ينجو منها، لكن ما هو أشد وجعا من المرض هو أن تجتمع الوحدة مع المرض فتجد نفسك وحيدا بلا حبيب يمطرك بحنانه، يرافقك، يلاطفك، يربت عليك، يغسلك بالمحبة، ينسيك أوجاعك. المرض كما يوهن منا الجسد يوهن الروح، المريض وهو يستشعر ضعفه الجسدي، يكون في غالب الحالات في أدنى درجات ضعفه النفسي، وهو في حاله تلك يكون في أشد الحاجة إلى الحبيب الذي يؤنسه بقربه، ويشعره أنه معني به، باق معه وإلى جانبه. حين تغرق وحيدا في بئر أوجاعك، تتفرغ لها، فما تعود تحس شيئا حولك سوى نبض قلبك وقشعريرة الحمى تنفضه، تصيخ السمع لقرقعه عظامك تتفتت تحت الأغطية، فتنزوي ذابلا داخل شرنقةآلامك،لايخطر ببالك سوى سؤال واحد، متى تشرق العافية؟ لكن الشمس تشرق والعافية لا تشرق. حين يجتمع عليك ضعف الجسد وضعف الذهن، تكره ذاتك، تشعر أن لا معنى لوجودك، فإن يجتمع وهن الجسد ووهن الذهن عذاب وأي عذاب! يشقيك أنك تجد نفسك لا تصلح لفعل شيء، تفتح أحب الكتب إلى قلبك ترجو أن تجد معها ما يريحك فتجد الحروف استحالت إلى رموز لا معنى لها، تصغي إلى أغان تحبها فإذا هي موجعة لرأسك تضيف إلى آلامك آلاما فوقها آلام، تهرب إلى التلفزيون فتطالعك مشاهد القتل والبؤس والدمار، فتشعر برعشة الحمى تتصاعد في عروقك، تنفخ فيها كل آلام المقهورين والمعذبين في هذا العالم البائس. حين تمرض، يذبل الوميض في عينك فتتحول إلى زاهد بلا طموح، وتضيع المطامع، تتبخر الرغبات، تفقد الأشياء إغراءاتها، تصغر الدنيا أمامك، وتصغر وتصغر حتى ما تعود تساوي دقيقة من نوم لا تشوبه الكوابيس. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة