تختلف شخصية الفنان عبدالستار صبيحي تمام الاختلاف عن زملائه في إذاعة جدة ممثلين ومؤدين ومقدمي برامج، كاراكتر مسموع خاص ليس له علاقة بأي من زملاء الدرب في العمل الإذاعي، إلى جانب أنه «مودي» من الممكن أن يعطيك مالا تتوقع من درجات نجاح في عمله .. درجات لا تتوقعها لكن المودية لدى عبدالستار قد تجعله فجأة ولخلاف بسيط في تسيير العمل الإداري وإدارته، يترك كل شيء أو كما يقولون «ترك الجمل بما حمل» ليذهب على الفور إلى مكتب مدير الإذاعة مباشرة ملقيا عليه التحية مرفقة باستقالته .. هذا ما فعله عبدالستار أحمد محمد الصبيحي عدة مرات كان آخرها قبل نحو عامين مع مديرها الحالي الدكتور عبدالله الشائع لخلاف بسيط حول مقدم أو مقدمة مشاركة في برنامجه. هذه مرة من مرات عديدة غضب وقدم فيها استقالته من الإذاعة التي لم يتفرغ للعمل فيها ليوم واحد طوال عمره، حيث كان في مشواره مع إذاعة جدة الأخلص بين أعضائها متفرغين ومتعاونين وشبه متعاونين، وهو الأمر الذي لا يصدقه كثيرون!!. ولعشقه الإذاعة ولخبرته في المجال الإعلامي ولدأبه وطول نفسه وتفانيه في عمله صار محور الكثير من أعمال الدراما الإذاعية طوال نصف قرن تقريبا وهو المتعاون مع الإذاعة فقط وغير المتفرغ لها.. عبدالستار غير المصنف في شكله النهائي بين ممثل ومونولوجست وكاتب إذاعي ومنتج جرب تجاربه مع دراما الإذاعة والتلفزيون منتجا، وهو أيضا المعد والمقدم البرامجي حيث قدم الكثير من البرامج كان آخرها في رمضان الماضي، ثم قدم حلقات إذاعية قدم شخصياتها بما هو أشبه بالتكريم وكان منهم الموسيقار طارق عبدالحكيم، محمد شفيق، جميل محمود، وغازي علي، وغيرهم.. ونجومية عبدالستار في الدراما والبرامج إلى جانب نجومية أخيه الدكتور محمد أحمد صبيحي مستشار عام أمانة منظمة الإذاعات الإسلامية أدخلت أسرة الصبيحي الحياة الإعلامية طولا وعرضا في حياتي الفن والإعلام. قدم الصبيحي الكثير من الأعمال التي بقيت في الذاكرة بمشاركة كثير من نجوم الإذاعة من زملاء شاركوه وزميلات شاركنه النجاح في شارع الفن الطويل مثل مريم الغامدي وناجي طنطاوي وسعيد بصيري ومازن عارف واعتماد قادري ووجنات رهبيني وعبدالله الصائغ والراحل خالد زارع وحواء هوساوي ونعيمة الحميدي وعائشة فرحان وغيرهم. عبدالستار الذي قدم كل عمله هذا في الإذاعة التي عشق العمل فيها والذي فضل ألا يتفرغ لها كان عمله الأساسي في شركة الطحلاوي العقارية إلى جانب أنه افتتح لنفسه مكتب استقدام نجح في العمل فيه سنوات طويلة. من هو ؟ هو ممثل بارز واسم إذاعي قدم الكثير من الأعمال الفنية التي شارك بها في دنيا الإذاعة السعودية. ولد في الطائف وله فقط ثلاث بنات هن «عهود ، وجود ، وعود»، أما ترتيبه بين إخوته فيأتي على النحو التالي: «محمود رحمه الله، عبدالقادر، حسن، عبدالعزيز، د. محمد، عبدالستار، عمر، إسماعيل».. بدأ مشواره الفني من خلال مسرح قريش الذي كان يشرف عليه الأديب الراحل أحمد السباعي وذلك عام 1378ه ثم كانت انطلاقته من خلال مسلسل «حكايات رمضانية» مع الفنان خالد زارع عام 1389ه / 1969م، ثم شارك في برنامج «ألوان» مع الفنان لطفي زيني وكانت مرحلة مهمة من مراحل تطور حياته الفنية التي بلغت مرحلة النضج الرفيع في مسلسل «قناديل» عام 1397ه / 1977م، تلتها مرحلة عطائه في الإذاعة التي تعتبر أزهى مراحل حياته الفنية وقدم خلالها الكثير من الأعمال الدرامية منها التاريخية والاجتماعية ومنها الخاص بالأطفال. يملك موهبة الكتابة الدرامية ومن أبرز المسلسلات التي كتبها: اليتيم، شعلة لا تنطفئ، اللهم إنى صائم.. الفنان عبدالستار صبيحي كانت له أعماله الرمضانية المميزة في إذاعة جدة حتى غدا اسما رمضانيا مألوفا واسم مشارك في تاريخ الدراما الإذاعية والتلفزيونية المحلية وعلى وجه الخصوص في البرامج الشعبية. وعن أعماله الفنية المرتبطة برمضان تحديدا قال ل «عكاظ» : سيأتي رمضان هذا العام وأنا تعب جدا وبعيد عن الإذاعة التي لها عشق خاص في دواخلي لاسيما في دورتها الرمضانية، لأن معظم العمل الشعبي الدرامي له طعم خاص في رمضان، وجميلة هي دراما رمضان التي لا تزول من البال وبالنسبة لي تحديدا. كان برنامج «مواقف» الذي كنت أقدمه سنويا تحت اسم «اسمعنا للآخر» الذي شاركني فيه البطولة كل من جواهر بنا ونعيمة الحميدي واعتماد قادري ومازن عارف ونجم الإذاعة ناجي طنطاوي وأخرجه سمير عبدالحي.. البرنامج ناقش القضايا الاجتماعية التي تشهدها الأسرة والبيت في رمضان غالبا. كما كان لي مواعيد عديدة مع المشاهدين من خلال محطة تلفزيون مكةالمكرمة التي قدمت من خلالها على القناة الأولى حلقات أربع من برنامج «ذكريات رمضانية» والذي تم تصويره من خلال مركاز العمدة، ويتحدث عن مشاهد اجتماعية ثقافية من إرث المجتمع في رمضان.. والذي بدأت كل حلقة فيه بمشهد تلفزيوني كنت أقوم ببطولته مع حمدان شلبي وشيرين باوزير.. وأخرجه فهد الغامدي، وكان قد صور في قصر أفراح بمكةالمكرمة ثم يدور الحديث الرمضاني في المركاز إلى جانب سهرة عن فن الصهبة «أذيعت خلال أمسيات الأعياد.. وعن نشاطه المكثف هذا واختياره تلفزيون مكةالمكرمة دون تلفزيون جدة موقع عمله قال عبدالستار صبيحي: أنا «واخد على خاطري» من تلفزيون جدة الذي دائما أو غالبا ما يكسر مجاديف أبنائه وعلى رأسهم العبد الفقير لله.. ودليل ذلك أنني قدمت له فكرة برنامج رمضاني في عام ما.. غير مكلف مع تأمين موقع التصوير مجانا مع مصاريف ونثريات التنفيذ والإعاشة فيما عدا أجور الممثلين فقط والتي تقدم حسب تعريفة الوزارة إلا أنه لم يفعل، فاتجهت إلى تلفزيون مكةالمكرمة؟! الذي رحب بي وقدمت البرنامج من خلاله. يقول عبدالستار صبيحي إنه صعق على إثر سماعه خبر وفاة الملك فيصل بن عبدالعزيز، وهو في ستوديو الإذاعة وأنه أصيب بإغماءة كبيرة أفقدته وعيه. قالوا عنه عن عبدالستار صبيحي يقول أخوه الدكتور محمد أحمد صبيحي إن هواية عبدالستار في العمل الدرامي بدأت مبكرة جدا وكانت بالنسبة له كالعشق الحلال .. الحلال، الذي لا يستطيع تركه، فرأيت أنه سوف لن يستطيع البعد عن التمثيل الذي دخل مجاله بقوة ثم دخل مجال الإنتاج تلفزيونيا. ويقول زميله الفنان عبدالله الصائغ: هو شخصية بسيطة جدا وقريب من الناس محب لعمله في دنيا الفن وبالنسبة لي فإني أرى نفسي تلميذا في مدرسته. وتقول الإذاعية نهى الجديبي: إن عملي في الإعداد والتقديم البرامجي في الإذاعة جعلني محظوظة في التعامل مع الكبار وعبدالستار صبيحي أحد الكبار بلا شك. والفنان محمد حمزة يقول: هو فنان ذو طاقة وموهبة جيدة تزاملت معه طويلا في العمل الإذاعي، والذي كنت أراه فيه أنه يهتم بالعمل الشعبي الذي أحبه الناس فيه إلى جانب زميليه الراحل سعيد بصيري والراحل خالد زارع. الفنان محمد بخش يقول: عبدالستار صبيحي فنان مسكون بالفن والعمل الإذاعي، يعجبني وهو الممثل الشعبي ويعجبني وهو مقدم البرامج الشعبية في الإذاعة. حمدان شلبي يقول : أعتز جدا بالمشوار المشترك بيننا في العمل الإذاعي وتمنيت لو واصلنا العمل المشترك في هذه المراحل المتقدمة من الحياة الفنية والإعلامية. وتقول الممثلة اعتماد قادري: هو ممثل قدير وشخصية جديرة بالاحترام لما له من مشوار طويل مع الريادة في العمل الإذاعي، شخصيا أعتز بما جمعني به من أعمال.. ويقول الدكتور عبدالله الشائع مدير إذاعة جدة إن عبدالستار صبيحي فنان قدير وهو شخصية فنية جيدة أعتز بمشواره الطويل في الإذاعة وهو بلا شك نجم يشار إليه، أحيانا إذا فهم بعض القرارات الإدارية خطأ يغضب لبياض سريرته إذ لا يمكنه إخفاء مشاعره وبعد فترة بسيطة تجده وقد عاد إلى بيته الأصلي الإذاعة.